وقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره التركي في بغداد أمس، 44 بروتوكولاً ومذكرة تفاهم تراوح بين التعاون في مجال الطاقة والمياه ومحاربة حزب «العمال الكردستاني». ولم يرد في تصريحات الطرفين أي ذكر للوساطة التركية لتسوية الأزمة بين بغداد ودمشق، لكن مصادر مطلعة على محادثات الطرفين أكدت أنهما تطرقا إلى ذلك، متوقعة استمرار أنقرة في بذل جهودها للتقريب بين البلدين العربيين. وكان أردوغان وصل إلى بغداد أمس على رأس وفد من تسعة وزراء، وعقد فور وصوله محادثات مع المالكي الذي طالبه باحترام سيادة العراق، خلال العمليات التي يشنها الجيش التركي على «حزب العمال الكردستاني». وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ: «رحبنا بالتوجه التركي وتمت مناقشة مواضيع مثل المياه»، موضحاً ان «العراق لا دخل له بالعمليات (ضد الكردستاني) الا بقدر الحفاظ على سيادته». وأضاف: «هناك لجنة ثلاثية عراقية أميركية تركية لمناقشة هذا الموضوع». وأكد متانة العلاقات بين البلدين، مشيراً الى توقيع 20 بروتوكولاً في مختلف المجالات بينها المياه التي تتدفق الى العراق بمعدل 440 متراً مكعباً في الثانية». وكان وزير البيئة التركي ويسيل اور أوغلو أعلن في اختتام اجتماع وزاري تركي عراقي في اسطنبول قبل حوالى الشهر أنه «على رغم الظروف الصعبة ولمساعدة الشعب العراقي سنرفع حتى 20 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري المنسوب الى 550 متراً مكعباً في الثانية». ونقل بيان صادر عن مكتب نائب الرئيس عادل عبد المهدي عن أردوغان قوله ان «تركيا تسعى إلى إقامة علاقات تعاون وشراكة مع العراق تكون نموذجاً يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف ان «حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل الى خمسة بليون دولار، ونطمح إلى رفعه الى 20 بليون دولار في أقرب وقت ممكن». ووصف زيارة أردوغان ب «التاريخية والمهمة»، وقال ان «التوقيع على 44 مذكرة تفاهم ذاته امر جيد وتطور كبير لمصلحة بناء علاقات استراتيجية بين البلدين». واضاف ان العراق «يدعو الى التضامن والوحدة والتعاون بين جميع دول المنطقة»، مشدداً على ان «كل مقومات التكامل متوافرة ومنها الثروات البشرية والطبيعية والاراضي الشاسعة والاسواق الكبيرة والتاريخ الحضاري العظيم والموقع الجغرافي المهم». وعن مشكلة كركوك قال إنها «تحتاج الى حل تاريخي وليس إلى تفاهم سياسي، وعلى كل الاطراف الجلوس الى مائدة المفاوضات لايجاد حل لهذه القضية». ولم تؤكد المصادر الرسمية العراقية طرح الملف العراقي– السوري خلال محادثات أمس. لكن مصدراً حكومياً أكد ل «الحياة» ان اردوغان يحمل اقتراحات لإعادة احياء الوساطة التي اعتبرها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أول من أمس منتهية. وقال النائب المقرب من المالكي عباس البياتي ل «الحياة» ان «ملف العلاقة مع دمشق يبحث في إطاره الاقليمي، لا سيما أن الوساطة التركية ما زالت مستمرة ولم تفشل». وأشار الى ان «رئيس الوزراء التركي سيبحث في تفعيل العلاقات بين بغداد ودمشق وإنهاء التوتر بين الجانبين».