تلقفها الألم وعصفت بحياتها كلاليب الدهر. ثلاثينية سعودية نهش الفقر جسدها وحولها إلى دمية حية يلعب بها كيفما شاء، طاردها شبح المأوى من مكان إلى آخر ليستقر بها المقام هي وأطفالها الأربعة في غرفة يضاء لها في رابعة النهار، تنتظر لحظة طردها منها في أية لحظة. تقول ناهد محمد: «عانيت من سوء الحال، وصعوبة المعيشة، ليس لي مصدر رزق أقتات منه، فزوجي أراد الله أن يصاب بانزلاق غضروفي أسفل العامود الفقري، ليفصل من عمله كونه بات غير قادر على العمل»، موضحة بأن عجزهم عن دفع إيجار المنزل كان بداية الشعور بالفقر والعجز وقلة الحيلة. وتؤكد ناهد التي تسكن حالياً في مدينة ينبع أنها وأسرتها ضاقوا ذرعاً بالديون وأصحابها، «هربنا إلى هذه المدينة علنا نجد حلاً لمأساتنا ولكن من دون جدوى، فلم نكن نسكن إحدى الشقق حتى فاجأنا مالكها يطلب منا الخروج بحجة تزويج ولده، فرضخنا لطلبه، وبدأت وقتها أبحث عن عمل في المطابخ وكوشات الأفراح وبدأت أحوالنا في التحسن حتى أدار الفرح لنا ظهره مرة أخرى». وتشير ناهد بحزن إلى دراما المأساة في حياتها: «لم نكن نستقر في أحد المنازل حتى أصبت بوعكة صحية ألزمتني الفراش، وبدأت ترتسم في مخيلتي أمور جعلتني اكره هذا المنزل ولا أطيق العيش فيه، وخرجت منه فعلاً لأستقر في منزل أهل زوجي في أمر أثقل علي، حتى أصبح زوجي ينام في عمله، ولايستطيع المجيء لنا، لأن المنزل مزدحم بنا وبأهله». وتشدد بألم والدموع تغالب جفونها: «أنا مواطنة سعودية مثل بقية المواطنات، ويشهد الله أنني بحثت عن عمل براتب 1200 ريال ولكنني لم أجد من يرعى أطفالي الأربعة والراتب لايكفي لأحضر خادمة ترعاهم، لذا فإني أخاطب القلوب الرحيمة في إنقاذي وإنقاذ أطفالي من ألم السنين ووحشة المكان بتوفير شقة لي وأسرتي وعمل جيد يكفينا مذلة السؤال وسوء الحال في أي مكان في السعودية، إضافةً إلى سداد ديوني التي أثقلت كاهلي رحمة بي وأسوة بالضعفاء مثلي. علماً بأني وجدت إحدى الشقق ولكن صاحبها اشترط مبلغ 9 آلاف كدفعة أولى».