تتعدد الوسائل التي يستخدمها كثير من الناس لمتابعة ومراقبة الأطفال عند الذهاب إلى الأسواق والمجمعات التجارية، بعد أن أصبح من الصعب على الآباء والأمهات السيطرة الكاملة على تحركات أطفالهم، خصوصاً عند السفر خارج السعودية، ولم تعد ملاحظة الخادمات وسيلة آمنة، فكثيراً ما تنتهي رحلات بمأساة جراء ضياع الأطفال، ما يُدخل الوالدين في حال فزع، تصل في نهاية المطاف إلى الاستعانة بالجهات الأمنية، والبدء في عمليات الاستنفار والبحث. ومن تلك الوسائل التي ابتكرتها بعض الأسر، واستخدمتها كأداة إرشادية عند ضياع الطفل، ولاقت قبولاً عند الجهات الأمنية، وضع بطاقة صغيرة وتعليقها على عنق الطفل، أو وضعها داخل جيبه، محتوية على اسم الطفل وعمره وأرقام الاتصال بذويه ومكان إقامته. ولم يشعر محمد العنقري عند تجوله في المدينة الترفيهية في احدى الدول الأوروبية بعدم وجود ابنه (6 أعوام)، ما جعله يدخل في نوبة خوف شديدة، ولكن ما أنقذ الموقف وضعه لورقة صغيرة تحمل عنوان الفندق، إضافة الى «كروكي» صغير لموقعه، الذي يقيم فيه وأرقام الاتصال في ملابسه، ويقول: «تفاجأت باتصال بعد ساعات عدة من مركز الشرطة، كي أحضر إليهم وأتسلم ابني». ومن الطرق أيضاً ما ابتكرته بعض الأمهات لمراقبة أطفالهن وسط الازدحام، ومنهن نورة الفهيد التي قالت: «دائماً ما نخرج إلى الشواطئ والحدائق كمجموعات، ونتفق على أن نلبس الأطفال أحذية مضيئة أو نوعاً خاصاً يصدر أصواتاً كصوت الجرس ليشعرنا بوجودهم حولنا، ومع غياب الصوت نتنبه ونقوم بمناداتهم والبحث عنهم، كي لا يذهبوا بعيداً». من جانبه، أوضح مسؤول الوحدة الأمنية في مركز الفيصلية التجاري إبراهيم البريك، أنه يرد إلى الوحدة أسبوعياً 4 أطفال ضائعين من ذويهم، «نتحفظ عليهم عن طريق الأمن، ونعمم البلاغ على المركز التجاري»، مشيراً إلى أنه في حال تأخر أهل الطفل إلى انتهاء دوام المركز، يسلم للجهات الأمنية التي تتكفل بإيصاله لأهله. ويضيف حارس أمن في أحد مراكز التسوق في الرياض (فضل عدم ذكر اسمه)، أن إهمال العائلة وانشغالهم عن ملاحظة أطفالهم سبب في فقدانهم في الأماكن العامة، إضافة إلى تركهم في الملاهي أو المطاعم، لافتاً إلى أن ضياع الأطفال يتركز في آخر أيام الأسبوع والإجازات الصيفية، وأن كاميرات المراقبة الداخلية تساعدنا في الاستدلال على ذويهم، والمشكلة الأكبر إذا خرج بعضهم إلى الشارع، ما يعرضهم لحادثة مرورية أو الخطف. وذكر أن حراس الأمن يجدون صعوبة في التفاهم مع الأطفال والتخاطب معهم، خصوصاً صغار السن والأجانب، ما يسبب دخول الطفل في نوبة من البكاء الشديد أو الصمت وتعثر الكلام، مشيراً إلى أنهم يقضون وقتاً طويلاً في عمليات البحث عن ذوي الضائعين حتى خروج وقت الدوام الرسمي. من جهتها، شددت المعالجة النفسية ليلى لنجاوي على أن ممارسة الضغط على الأطفال من سن عام إلى 5 و7 أعوام عند الخروج للمتنزهات ومنعهم من اللعب والترفيه الذي يعتبر من أساسيات نمو الطفل هو نوع من الحرمان والعنف الاجتماعي، ولا يمكن منعهم وضربهم أو ضبط تحركاتهم كونهم صغاراً، محذرة الأمهات من اتباع أسلوب التخويف والتهديد، بل الإرشاد المستمر والمراقبة وإعطاء الثقة بالنفس، وغرس الفهم في طريقة التعامل وتنظيم الوقت. ونصحت بضرورة اتخاذ إجراءات الحماية كإعطاء من يبلغ 7 أو 9 أعوام أو الخادمة الموجودة معه جوالاً، لافتة إلى أن من لديها أطفال مصابون بنشاط حركي زائد، عليها بملازمتهم طوال الوقت خصوصاً في الشواطئ.