دانت قائمة «العراقية» بزعامة اياد علاوي، تسريبَ اشرطة مسجلة بكاميرات خفية سجلت في مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وطالبت بفتح تحقيق في كيفية تسريب هذه الاشرطة. وتناقلت مواقع إلكترونية اخيراً مقاطع فيديو سجّلها الهاشمي سراً لضيوفه، ومن بينها مقطع أثار جدلاً واسعا يَظهر فيه زعيم «العراقية» اياد علاوي يتحدث عن زيارته المراجع الشيعة في النجف، وفيها انه التقى المرجع الاعلى علي السيستاني والمراجع الآخرين، وأكد ان «السيستاني أظهر غضبه على (رئيس الوزراء نوري) المالكي وعلى حزب الدعوة، فيما قال السيد محمد رضا السيستاني (ابن المرجع) إن حزب الدعوة شوَّه سمعتنا وسمعة الإسلاميين بأفعاله الشنيعة». وأضاف علاوي في التسجيل المسرب، أنه «لولا الضغوط التي وقعت علي من نبيه بري (رئيس البرلمان اللبناني) لما ذهبت الى السيستاني، لكنه ألح علي لفعل ذلك». وأعلنت «العراقية» في بيان صدر امس، أن «بعض وسائل الاعلام المشبوهة بثت أفلاماً تم تصويرها بكاميرات خفية وجدت في مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي»، مؤكداً أن «أجهزة أمنية سربتها». وأضاف أن «بين المقاطع التي تم تسجيلها حديث علاوي عن سماحة السيد السيستاني». واشارت الى ان «من يستمع إلى الحوار، على رغم رداءة الصوت، يجد أن علاوي يتحدث إلى السيد نائب رئيس الجمهورية عن تفاصيل حوار دار بينه وبين سماحة السيد السيستاني بعد لقائهما في النجف». وتابعت أن «علاوي ينقل خلال الحديث استياء سماحة السيد السيستاني من الممارسات الطائفية السياسية والمحاصصة الفئوية، ورفضه كل أشكال التفرقة، ورأيه ان الأحزاب السياسية الطائفية أساءت إلى الدين والمرجعية» لافتة إلى أن زعيم القائمة العراقية يؤكد خلال التسجيل «دعم المرجع الأعلى المصالحة الوطنية». وأشارت «العراقية» إلى أن «علاوي يتحدث عن لقائه مع سماحة السيد اسحاق الفياض، الذي أبدى امتعاضه من حل الجيش، واستياءه من غياب السياسة الوطنية»، مؤكدة أنه «بدلاً من أن تنقل المواقع الإلكترونية المشبوهة الحديث بأمانة، وتبيِّن للمواطنين حقيقة موقف المرجعية الحكيمة من الإخفاقات الحكومية، عمدت هذه الوسائل إلى استغلال الأشرطة لأغراض سياسية معلومة ومدفوعة الثمن». ودعا بيان «العراقية» الى «الإصغاء بدقة إلى الحوار المذكور، ولا يخفى على المواطن اللبيب سهولة تحريف بعض العبارات بالتقنيات الحديثة»، مطالبة الأجهزة الأمنية ب «التزام المهنية والوطنية، والتحقيق في تسريب الأشرطة ومن يقف وراءه من عناصر مرتزقة». إلى ذلك، اتهم الناطق باسم حركة «الوفاق» التي يرأسها علاوي، جهات سياسية لم يسمها بأن «لها اجندات خارجية تحاول الاساءة الى اياد علاوي عن طريق تسريب فيديو مزيف لا اساس له من الصحة». وأوضح هادي الظالمي، ان «هذه الجهات تحاول في كل مرة تصدير مشكلاتها عن طريق فبركة الاخبار الكاذبة وتوجيه التهم الواهية الى خصومها مدعومة بوسائل اعلام كثيرة». لكن الظالمي لم يوضح سبب إلحاح بري على إياد علاوي لدفعه الى زيارة السيستاني، واكتفى بالقول ان «اياد علاوي، الذي ينتمي الى اسرة معروفة بعراقة مواقفها الداعمة للمرجعية الدينية، لم يتردد لحظة عن النظر بعين الاحترام لدور المرجعية الدينية الوطني في التاريخ العراقي، مثمناً تأثيرها الروحي». واضاف أن «هذه الاستهدافات التي تحاول الوقيعة بين المرجعية وبين علاوي الذي يحتفظ معها بعلاقات طيبة، مصدرها حسد الآخرين، وهي لن تنال من هذه العلاقة ولا من وحدة «العراقية» وتماسكها ومضيها في تبني المشروع الوطني العابر للطائفية والعرقية، ولن نتسامح إزاء الاجندات الخارجية وذيولها في الداخل في النيل من وحدة العراق وسيادته، وتلاحم نسيجه التاريخي».