كتبت كثيراً عن المنشآت والقطاعات، عامها وخاصها، كتبت عن الموظفين، كتبت عن المديرين، عن السلبية في أكثرهم وعن إيجابياتهم، كتبت عن الموظف المظلوم والمقهور، كتبت وكتبت وكتبت، وأنا على قناعة بها، بل هي حقيقة نعايشها مع منظمات فشلت من مديرين فاشلين يتصنعون النجاح، عندما سألني «صديقي العزيز» عن أسباب صراحتي وتوضيح الحقائق عن بعض فضائح بعض المديرين ومسؤولين كبار، واستغلالهم لمناصبهم وعن حبهم لذاتهم وكرههم للموظف الناجح، يبحثون عن المطبل لهم، وعمن يعاونهم على السلبية وإبراز أسمائهم ونجاحاتهم على ظهور موظفيهم المبدعين، عندما تزور الحقائق ويُقهر الرجال يكون هناك الغبن والقهر، وهذا سبب القصص والحكايات الكثيرة التي نسمعها من كثير من الموظفين الذين يعانون من مديرين مستغلين، لماذا لا يكون هناك حس علمي وعملي، ومعايير ومقاييس يقاس عليها الموظف قبل تسليمه منصب، هل يستحق ذلك المنصب؟ هل هو قادر على القيادة؟ ونترك عنا التحزب والقبلية والصداقة والمصالح الخاصة ونكون واعين في اختيار من سيكون المسؤول، أو المدير القادر على القيادة وعمل الموازين الصحيحة وأهم شيء «العدل والمساواة». «صديقي العزيز»، أكتب لك أننا نعيش في نفق مظلم في القطاع الخاص خصوصاً، إذا تنفسنا قُتلت أحلامنا، اسمع من زملاء سابقين معاناتهم من فشل منظمتهم التي يتجرعونها حتى الآن، حتى مجلس إدارتها في غيبوبة وتحت إنعاش مستمر في العناية المركزة، لا يعون ولا يعلمون ماذا يدور، حتى الصالح منهم قتلوا الحلم فيه، وأرى فيه الانهزام، وبقي لأسباب لا نعلمها، أعجبني ذكاءه وصداقته، ولكن قتلوا فيه المغامرة والإبداع. «صديقي العزيز»، ألا تعلم أنني وأنا أجلس مع بعض الصحبة، كلٌ لديهم معاناة مع عمله، إما في القطاع العام أو الخاص، وحتى الأعمال الحرة يسرد معاناة التمييز والترهيب والتحفيز والإجحاف، طغت «الواسطة» على كل شيء، وطغت المصالح على الأعمال، اختلف كل شيء في «الولاء الوظيفي» و«الانتماء»، ابتعدنا كثيراً من حب العمل لحب الجيب، صاروا مثل العظم في الحلق، يجعلون البعض يغرد خارج السرب، والبعض الآخر ينتظر الأمل. صحيح أن هناك أناساًً لا يستحقون تلك المناصب، ولكن أرمي باللوم على من اختارهم، ومن ساعدهم في النهوض على ظهور الآخرين، افتقدنا في تلك المنشآت مثلث «ماسلو» للحاجات التي لا يعلمونها ولا يعوون ماذا تعني وهي، الحاجات الفسيولوجية، حاجات الأمان، والحاجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات، ففي أكثر المنشآت والمنظمات لا يعلمون ما «مثلث ماسلو»، بسبب عدم ثقافة المسؤول عن هذه الحاجات التي تدعم الموظف لإنجاح المنظمة والمنشأة، فذهب الأمان الوظيفي وذهب التقدير، وذهب تحقيق الذات. «صديقي العزيز»، هل من حل لهذه الأزمة، أم لا تزال المعانات مستمرة؟! أنا أرى أنه لا يزال الأمل موجوداً، وافتخر بكثير من الزملاء الذين يبدعون ويحاربون من أجل إبراز ما لديهم من مواهب وقيادة عملية توحي بأن هناك جيلاً جديداً مقبلاً بقوة غير هذا الجيل، سينجح ونحن له داعمون، أناس تعلم فن الإدارة، تعلم الولاء، تعلم الانتماء، تعلم التطوير والمثابرة والتحفيز والعدل والمساواة... «صديقي العزيز» هل عرفت ماذا أقصد؟ عبدالمحسن سلمان الهويدي [email protected]