قال المخرج المسرحي المغربي، عبدالواحد عوزري، إن التلفزيون يعتبر وسيطاً مهماً واستثنائياً، يمكّن من نقل العروض المسرحية إلى العموم، والوصول بها إلى قلب منازل جمهور المشاهدين، في أماكن يصعب الوصول إليها. وهو بذلك يقدم خدمة للإبداع المسرحي ويساهم في إشعاعه والترويج له. واعتبر عوزري، الذي حلّ ضيفاً على البرنامج الثقافي الشهير «مشارف»، الذي يعدّه ويقدمه الإعلامي والشاعر، ياسين عدنان، أن المسرح هدّام لذاته؛ إذ بمجرد انتهاء العرض ينتهي العمل المسرحي ويتوارى في النسيان، لكن التلفزيون يحفظ ذاكرته، ويمنحه الاستمرار، عبر إعادة بث العروض المسرحية لتشاهدها الأجيال اللاحقة. «وهو الأمر الذي يشهد له أرشيف القناة التلفزيونية الأولى، التي صارت تتوافر على ذخيرة مسرحية وطنية تؤرخ لتحولات المسرح المغربي منذ بداية الستينات من القرن الماضي وإلى اليوم؛ لتشكل بذلك مادة خاماً للمهتمين والباحثين على حد سواء». وفي رده على سؤال لمعدّ البرنامج حول مدى تمكّن شروط العمل التلفزيوني وتقنياته من إنصاف الفرجة المسرحية وإيفائها حقها، من دون تشويهها، اعترف عوزري بأنه عندما يتم نقل العروض المسرحية، من طريق التلفزيون، فإننا نلج فناً آخر، عصبه الأساس الصورة، وتحكمه وسائط سمعية- بصرية أخرى (كاميرا، ميكروفون، مؤثرات...)، لكنه يفقد الكثير من تلقائية العرض المسرحي المباشر، الذي يرتاده عشاقه في المسارح. واستطرد عوزري بالقول: «إن العمل المسرحي حدث يقع فوق الخشبة ويشاهده الجمهور مباشرة، وقوته وفتنته في تلقائيته، على رغم المجهودات التي يبذلها الفنيون التلفزيونيون في النقل الأمين للعرض المسرحي». وأكد عوزري أن مشروع دعم ترويج الأعمال المسرحية، من طريق عرضها في التلفزيون، لا بد من أن يستمر ويُدعم أكثر فأكثر، مشدّداً على أن هناك أعمالاً قابلة للعرض التلفزيوني بتطابقها مع كل المقاييس الفنية، في حين لا تتوافر أخرى عليها، معترفاً، في الوقت نفسه بمحدودية الإنتاج المسرحي المغربي كي يوفر مادة تلفزيونية منتظمة للعرض أسبوعياً مثلاً.