تعتبر الفنانة ووزيرة الثقافة المغربية السابقة ثريا جبران من الوجوه الثقافية المغربية المعروفة في المجال الفني وخصوصاً المسرحي منه، إذ لقبت ب «سيدة المسرح المغربي» أثناء عملها مع فرقة «مسرح الناس»، والمخرج الطيب الصديقي في اعمال مثل مسرحية «سيدي عبدالرحمن المجذوب» ومسرحية «أبو حيان التوحيدي». وقدمت هذه الفرقة عروضها في دول عربية وأوروبية، وحققت للممثلين المشاركين فيها، ومن بينهم الفنانة ثريا جبران شهرة. كما كان لفرقة «مسرح اليوم» التي أسستها مع زوجها المخرج المسرحي عبدالواحد عوزري فضل كبير وأساسي في تألقها الفني والثقافي الكبير وامتداد شهرتها الفنية داخل أوساط النخبة الثقافية المغربية والعربية على حد سواء. وقدمت جبران ضمن هذه الفرقة مسرحيات كثيرة نالت نجاحاً سواء في المغرب أو في العالم العربي، مثل مسرحية «حكايات بلا حدود» التي صاغها عوزري انطلاقاً من بعض كتابات الكاتب السوري محمد الماغوط وجعل منها مسرحية متكاملة العناصر والرؤى، لتليها بعد ذلك مسرحيات ناجحة أخرى مثل مسرحية «بوغابة» التي كتبها في العامية المغربية الفنان محمد قاوتي عن مسرحية «السيد بونتيلا وتابعه ماتي» لبرتولد بريخت. ولعبت فيها جبران شخصية «بوغابة» ذاته وبرعت في ذلك إلى حد بعيد. ثم مسرحية «العيطة عليك» للكاتب المسرحي المغربي محمد بهجاجي، وهي مسرحية كتبت من أجل تكريم الفن الشعبي ورواده الكبار ممثلاً في «فن العيطة» بالتحديد، وغيرها من المسرحيات الكثيرة التي أبدعت فيها في شكل مبهر، كما أنها شاركت في مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والتي عرف بعضها نجاحاً ملحوظاً، خصوصاً لدى عامة الناس لبساطتها وقربها من فهمهم. ونالت الفنانة جبران مجموعة من الجوائز والأوسمة الرفيعة، سواء داخل المغرب أو خارجه، تقديراً لمكانتها الفنية الكبيرة ولجهودها في خدمة الثقافة المغربية والعربية وانفتاحها على مختلف ثقافات العالم ومنها الثقافة الفرنسية. ومُنحت جبران وسام «جوقة الشرق» من رتبة «فارس»، منحها إياه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمناسبة ذكرى الثورة الفرنسية لعام 2009، ويعتبر هذا الوسام «مكافأة للفنانة المغربية الكبيرة على مساهمتها الخاصة وجهودها الجبارة في التقارب بين ثقافتي المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، خصوصاً خلال تحملها المهمات الحكومية، بصفتها وزيرة للثقافة المغربية، وذلك خلال الفترة الممتدة بين عامي 2007 و2009».