تفجرت أزمة بين مصر ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» في لبنان وليد جنبلاط على خلفية انتقادات وجهها جنبلاط إلى الحكومة المصرية حول حضور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حفلاً أقامته السفارة المصرية في تل أبيب الخميس الماضي في ذكرى ثورة 23 تموز (يوليو). وعلق المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي على كلام جنبلاط قائلاً: «كان من اللافت أن جنبلاط وهو أحد أقطاب 14 آذار وحصل على دعم مصر يقول كلاماً كهذا على مصر التي استقبلته أكثر من مرة». وقال زكي ل«الحياة»: «نحن نرفض بشكل قاطع أي مزايدات على المواقف المصرية أو التاريخ المصري، ونعلم تماماً الأهداف من وراء حديث جنبلاط». ورفض زكي الخوض في تفاصيل أخرى، لكن مصادر مصرية رسمية قالت ل«الحياة» إن القاهرة «لا تستغرب تصريحات وليد جنبلاط، خصوصاً أنها تدرك أنه يقوم منذ فترة بعملية إعادة تموضع سياسي يقترب منها من حزب الله ومن سورية»، لافتة إلى أن كلام جنبلاط الأخير «يمكن النظر إليه أو اعتباره في ذلك الإطار». وقللت المصادر من أهمية مواقف جنبلاط بشكل عام «بعد أن اتضح أنه زعيم طائفي بشكل أساسي وأحاديثه السياسية تمتلئ بالشعارات من دون أن يكون هناك قناعات حقيقية وراءها». وأضافت أن «محاولة جنبلاط التقرب من حزب الله محكوم عليها بالفشل مسبقاً، ولن يجد حاضناً حقيقياً له في لبنان سوى حلفائه الحاليين»، معتبرة أن أحد أسباب إصدار جنبلاط لمثل هذه التصريحات «هو سعيه إلى التقارب مع حزب الله في لحظة مهمة بعدما أعلنت مصر لائحة اتهام ضد الحزب، وجد أنها اللحظة المناسبة لكي يكسب نقطة في مساعيه المحمومة إلى التقارب مع حزب الله على حساب مصر». وكان جنبلاط قال في موقفه الأسبوعي في جريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي أول من أمس «إن مناسبة 23 تموز (يوليو) ليست ملكاً لحكومة مصر أو شعبها إنما هي ملك لكل عربي حر آمن بعبد الناصر وأحبه ورأى فيها حلم العزة والكرامة والإنجازات العسكرية والاجتماعية والعربية والعالمية»، معتبراً أن حضور بيريز ونتانياهو حفل السفارة المصرية في تل أبيب «إهانة فاضحة لمناسبة تلك الثورة الكبرى والمارد جمال عبد الناصر». واستغربت المصادر الرسمية المصرية استخدام جنبلاط الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وذكرى الثورة المصرية في إطار مساعيه إلى التقرب من «حزب الله» وسورية. وشددت المصادر المصرية على أنه «لا يهم مصر كثيراً ما يعتقده جنبلاط في مسألة حفل العيد القومي في السفارة المصرية في تل أبيب»، مؤكدة أن القاهرة «معنية أكثر بما تشير إليه هذه التذبذبات الجنبلاطية من دلائل سياسية على الساحة اللبنانية».