تعرفتم في العدد الماضي على حكاية فهمان وبساطه السحري مع خاله الذي سافر به إلى مدينة المغرب، وتعلمنا هناك عادات الشعب في رمضان، ماذا يفعلون، وماذا يتناولون أثناء الإفطار، وكنا مستمتعين ونحن نتعلم هذه المعلومة مع صديقنا فهمان، ولم يمل من السفر والتعرف على ثقافات الشعوب في رمضان، إذ طلب من خاله أن يسافر به لمدينة أخرى ليتعرفا سوياً على عادات رمضانية فيها، وقال خاله: «سوف نذهب إلى دولة إسلامية كان سبب انتشار الإسلام فيها حسن تعامل التجار مع سكانها، وابتسم فهمان وقال: «حسن الخلق ينشر الإسلام»، فرد خاله: «نعم بالتأكيد، ولا تنسَ أن تبتسم من قلبك». وحط البساط في حي مليء بالأنوار والزينة، وعندما التفت فهمان إلى خاله وجده مرتدياً الزي الشعبي للماليزيين، وشعر بالفرح لأنه في مدينة كلها خضراء وجميلة في طبيعتها، وقال له: «عند دخول رمضان في هذه الأنحاء يبتهج الكل، نساءً ورجالاً، ويستعدون لتزيين الشوارع بالأنوار، والمساجد بالعطور والبخور». ثم لمح فهمان شخصاً بطبل فقال خاله: «ربما سنجد المسحراتي في معظم البلدان التي نزورها». وفي أثناء تجولهما قال خال فهمان: «إنك لن ترى العطش بادياً على السكان هنا، فبعد وجبة السحور يتناولون عصيراً أقرب ما يكون سحرياً يقيهم العطش طيلة فترة الصيام». فرح فهمان، فالمكان يسوده جو من المحبة والألفة، لكنه جائع، سأل خاله عن الطبق الذي سيتناولونه على الإفطار، أجاب خاله: «سنتناول الغتري مندي، والبادق المصنوع من الدقيق». وفي العدد المقبل ستكتشفون مع يوميات فهمان حكايات جميلة في أحد المدن العربية، والتي سيطير إليها مع خاله ليبحثوا سوياً تفاصيل يومياتها في رمضان. انتظرونا الجمعة المقبلة.