خرج الشابان عمرو علوان وإبراهيم حرب في نزهة إلى وادي جازان أول من أمس، لكنهما لم يعودا، إذ ابتلعهما سيل عرمرم بعد دقائق مفزعة، وثّقها مواطنون بالصور. وهطلت أمطار غزيرة على منطقة جازان خلال اليومين الماضيين، شملت كلاً من محافظة الداير وفيفا والحرث والعارضة والعيدابي وبيش والطوال وأبوعريش والمرتفعات الجبلية وقرى وادي جازان، سالت على إثرها بعض أودية وشعاب، منها وادي جوشن ووادي خلب ووادي طفشة ووادي جازان وبعض الأودية القادمة من اليمن. وصحبت تلك الأمطار عواصف رعدية تطايرت معها أسقف منازل، وسقطت إشارات مرور وبعض اللوحات والأشجار وتعطلت السيارات، في حين أفطر أهالي محافظات عدة على أضواء الشموع، لانقطاع التيار الكهربائي لفترات وصلت إلى 10 ساعات في بعض القرى. وكشفت الأمطار التي هطلت على محافظة أبوعريش، سوء تصريف مياه الأمطار، إذ ارتفع منسوبها في الأحياء السكنية، وانهارت طرق إسفلتية. وجرفت السيول شابين سعوديين، كانا يستقلان سيارة، اتجها بها إلى وادي جازان في منطقة الحميراء شمال محافظة العارضة، بغرض التنزه قبل موعد الإفطار مساء أول من أمس. وعثرت فرق الدفاع المدني صباح أمس على جثتي الشابين الغريقين على بعد 14 كلم من الموقع الذي غرقا فيه. وأوضح مدير الدفاع المدني في منطقة جازان اللواء حسن القفيلي، أن فرق الدفاع المدني استنفرت للبحث عن المفقودين بمشاركة طيران الأمن، وتم دعم مركز العارضة ب60 فرداً وضابطاً وآليات، وعثرت على الشابين بعد 12 ساعة من غرقهما، مؤكداً أن الشابين كانا في الوادي للتنزه، وجرى تحذيرهما من خطر الوجود في الأودية في هذه الأوقات، لكنهما لم يستجيبا، فداهمتهما السيول في الموقع وجرفتهما. وأشار إلى أن المدير العام للدفاع المدني، وجّه بدعم المنطقة بالآليات والكوادر التي ستصل اليوم (أمس)، داعياً المواطنين والمقيمين إلى الابتعاد عن مجاري السيول، والتعاون مع الدفاع المدني والتقيد بالتعليمات والتحذيرات لسلامة الجميع. وذكر عبده علوان وهو قريب للشابين الغريقين، أن ابن عمه عمرو علوان الذي يعمل في بلدية أبوعريش، كان يستعد للاحتفال بزفافه خلال عيد الفطر، فيما كان إبراهيم حرب في إجازة من جامعته في مصر التي يدرس فيها الطب، مشيراً إلى أن الشابين كانا اتجها إلى الوادي للتنزه، إلا أن سيلاً جرفهما. وتواجد عدد من المواطنين أعلى جسر وادي جازان، ليشاهدوا الشابين السعوديين اللذين كانا محاصرين بالسيول. وذكر محمد الخبراني الذي كان أحد الحاضرين ل«الحياة»، أن الشابين كانا هادئين على رغم شدة السيل، ولم يرتبكا حتى في آخر لحظات حياتهما. وقال الخبراني ل«الحياة»: «دمعت عيناي حين شاهدت الشابين يتعانقان حتى آخر لحظة، وقام أحدهما بالقبض على ذراع صديقه، إلى أن اشتد عليهما السيل، فجرفهما من فوق السيارة التي كانا يقفان عليها، وكنت أسمع أحدهما يطلب من الآخر أن يكتم أنفاسه، ويتحرك إلى الضفة اليمنى من الوادي، إلا أن السيل كان شديداً فابتلعهما، ولم نشاهد بعدها إلا جثتين طافيتين على مياه بحيرة السد». «وادي بيش» تجرف طفلا جرفت سيول أحد أودية محافظة بيش طفلاً، يبلغ من العمر أربعة أعوام مساء أول من أمس، وعلى رغم أن ذويه نجحوا في انتشاله إلا أنه فارق الحياة. وأوضح نائب المتحدث الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الملازم أول مصلح الغامدي في بيان، أن عمليات الدفاع المدني في محافظة بيش تلقت بلاغاً عن سقوط طفل في مياه السيول، فانتقلت فرق إنقاذ وإسعاف وغواصين إلى المكان، وتبيّن أن الطفل سعودي الجنسية، سقط في الوادي شمال الحقو، وتم انتشاله من ذويه وهو متوفى، فجرى نقله إلى مستشفى بيش العام، وإكمال الإجراءات لتسليم الجثة لذويه، الذين أقروا بقناعتهم بعرضية الحادثة.