غياب هيئة الصحفيين وتكرار أسماء رؤساء مجالس بعض الهيئات هو السبب الجوهري لضعف مؤسسات المجتمع المدني الإعلامية مثل «هيئة الصحفيين» وجمعية الاتصال والإعلام، التي لا نشاهد لهما نشاطاً واضحاً إلا في وقت الانتخابات لمجالس تلك المؤسسات الإعلامية، أما باقي الزمن فإن تلك الأجهزة تغط في نوم عميق. لذلك لم نسمع بأي مبادرة خلاقة تخدم الإعلاميين والصحافيين المنتسبين لتلك التجمعات الإعلامية، فهناك قضايا مهمة يجب أن تباشرها، مثل قضايا الأمن الوظيفي للصحافيين والإعلاميين، خصوصاً أن بعضهم يتعرضون للإيقاف والفصل في بعض الأحيان، ولم نسمع تدخلاً من هذه الهيئات للوقوف إلى جانب أحد من منسوبيها، وهناك الكثير من الملفات المهمة التي تنتظر تدخل هذه الهيئات والتجمعات المهنية الإعلامية. حال التجمعات الأدبية الرسمية ليس بعيداً من وضع الهيئات الإعلامية، فهي تضيع وقتها وجهودها في انتخابات وحل مجالس تلك الإدارات المنتخبة، أما النشاط الثقافي وهو جوهر عملها فهو ضعيف ومتهالك، وحتى لا أكون متشائماً هناك بعض المحاولات لتأسيس ملتقياتٍ إعلامية مستقلة ويقف عليها بعض الإعلاميين، فنجدها تقدم برامج تستحق الإشادة، مثل «ملتقى إعلاميي الرياض» الذي اختتمت أنشطته السنوية لهذا العام منتصف الشهر الماضي، وجاءت الفرصة لأكون ضمن فريق وزارة الثقافة والإعلام المدعو لهذه المناسبة التي كرمت فيها عدداً من القنوات التلفزيونية. استوقفني نجاح التنظيم الذي يتولاه شباب نشط بلا مقابل مادي لهذه الجهود المضنية، ما جعل الأسئلة تتطاير في أنحاء القاعة عن عدم قيام هيئة الصحافيين باستنساخ مثل هذه الفكرة ودعوة بعض المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام كما فعل هذا الملتقى، الذي رُكز فيه على ما يشهده الإعلام الرسمي من تحول بعد صدور الأوامر الملكية بتحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الإنباء إلى هيئات إعلامية. مثل هذه النقلة المهمة في تاريخ الإعلام الرسمي لم تفتح شهية هيئة الصحافيين للتركيز عليها، ولا أعرف السبب، ولكن وجود ملتقى مثل ملتقى إعلاميي الرياض باعتقادي كان له السبق في جمع بعض الإعلاميين والصحافيين مع مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام، إذ كانت فرصة لطرح التساؤلات حول مستقبل الإعلام السعودي في هذه المرحلة، وتفاعل الأستاذ عبدالرحمن الهزاع مع الحضور في توضيح شكل الهيئات الإعلامية الجديدة وتوقعاته لتأثير ذلك على منظومة العمل الإعلامي السعودي مستقبلاً. أما المتحدث الثاني في ملتقى إعلاميي الرياض فكان الدكتور سليمان العيدي، الذي ركز في مشاركته تلك على البرامج التلفزيونية بكل أشكالها التي ضمنت في برامج التلفزيون لشهر رمضان المبارك. ما قام به هذا الملتقى يعد فرصة مناسبة لمناقشة هموم الإعلاميين المتعددة، ويعتبر فرصة للتواصل بين الصحافي والإعلامي والمسؤولين، والمفكرين بأطيافهم الذين يستضيفهم هذا الملتقى كافة، ومثل هذه اللقاءات تكون مناسبة لتكوين مصادر مهمة لمن يعمل في مجال الإعلام بأشكاله كافة. من خلال اطلاعي على موقع ملتقى إعلاميي الرياض على «الانترنت»، آمل من القائمين عليه تطويره بشكل أفضل، وكذلك التواصل والانفتاح مع جميع الإعلاميين، وهذا قد يتطلب المزيد من الجهد والمال، إضافة إلى التوسع في العضوية في ذلك الملتقى الإعلامي الذي يسجل كل يوم مبادرات إعلامية جديرة بالاهتمام والمتابعة والمشاركة، وعمر الملتقي هو عشر سنوات، كما ذُكر ذلك في موقعهم، وقد حدد أهدافه بشكل واضح؛ مثلاً: تقوية العلاقات بين الإعلاميين أنفسهم، وكذلك الارتقاء بأهمية العمل الجماعي بين الإعلاميين، وكذلك استضافة بعض الشخصيات الفاعلة المهمة في المجتمع والدولة، مثل هذه الأهداف وغيرها مهمة جداً في عالم الإعلام المتغير في كل لحظة، إننا نشاهد في دول الجوار خصوصاً في بعض الدول الخليجية مراكز الإعلامية نشطة تصنع وتتابع وتقيم الملتقيات الإعلامية والأبحاث والدراسات المهمة في مجال الإعلام والاتصال كتجربة نادي دبي للإعلام المميزة. [email protected] @akalalakl