يبدو أن «الشركة السعودية للكهرباء»، لم تحسم معركتها مع فصل الصيف، وانقطاع تيارها الكهربائي المتكرر، على رغم من تطمينات مسؤوليها المتجددة مع بداية أشهر الصيف سنوياً. فبعد أقل من أسبوع من انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 10 آلاف مشترك في محافظة القطيف وما حولها، عاد سيناريو الانقطاعات مجدداً، وذلك بعد أن شهدت محافظات ومدن في المنطقة الشرقية، انقطاعات متوالية، من بينها مدينتي الدماموالقطيف، وكذلك الأحساء، التي فر أهاليها إلى العراء، هرباً من «جحيم الحرارة» و»الظلام الدامس». فيما لجأ بعض الأهالي، في حي الروضة، إلى النوم في سياراتهم، بسبب انقطاع الكهرباء، وشدة الحرارة والرطوبة، وذلك بعد أن استمرت فترة الانقطاعات لأكثر من ست ساعات، بحسب أحد سكان الحي، الذي أبان أن «الانقطاع حصل منذ التاسعة مساءً. فيما كان مؤشر درجة الحرارة يقف عند درجة حرارة 48، ونسبة الرطوبة 79 في المئة»، مشيراً إلى أن الأغذية المثلجة، مثل اللحوم والخضار، «تعرضت إلى التلف، بعد تعطل الثلاجات وأجهزة التبريد». فيما أحالت الشركة، المتصلين على هاتفها للطوارئ، إلى الرد الآلي. ولم يختلف الوضع في الأحساء، عنه في القطيفوالدمام، وربما في عدد من المدن والقرى الأخرى في المنطقة، وذلك بعد أن أجبر انقطاع التيار الكهربائي في جزيرة تاروت، الأهالي على هجران منازلهم، والانتقال إلى منازل أقارب، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير. فيما فقد بعض العاملين في المحال، الأمل في عودة التيار الكهربائي، الذي انقطع خلال الفترة المسائية، ما دعاهم إلى إغلاق محالهم باكراً. ويعيش السعوديون عامة، قلقاً متزايداً مع تزامن هذه الانقطاعات مع شهر رمضان المبارك، وسط مخاوف أن تتكرر هذه الانقطاعات في هذا الشهر، الذي يتزامن هذا العام، مع أكثر الفترات ارتفاعاً في درجات الحرارة ونسب الرطوبة. ما يساهم في زيادة الأعباء النفسية والبدنية على الأهالي، خصوصاً في هذا الشهر. وبحسب مصدر في شركة الكهرباء، أبلغ «الحياة»، أن «الانقطاعات تُعزى إلى زيادة الأحمال الكهربائية، إضافة إلى ضعف الشبكة الداخلية للشركة السعودية للكهرباء»، مشيراً إلى أن هناك «ضعف» في الكابلات المُغذية، التي «تجاوز بعضها العمر الافتراضي، نظراً لكثرة الأعطال الفنية، التي لحقت بها خلال الأعوام الماضية. فيما لم تشهد أية عمليات صيانة، نتيجة لأطوالها التي تصل إلى كيلومترات عدة، والتي تصل كُلفة صيانتها إلى عشرات الملايين من الريالات». وأبان المصدر، أن مشكلة الانقطاعات «تتكرر في موسم الصيف، بسب ارتفاع درجات الحرارة، ما ينتج عنه زيادة في الأحمال الكهربائية»، مشيراً إلى أن الشركة وضعت استعدادات لذلك، من خلال «إصلاح الخلل الفني بشكل فوري». وذكر أن ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية، سيساهم بشكل مباشر في «زيادة الأحمال الكهربائية، وينتج عنه انقطاع التيار الكهربائي». وبددت الشركة السعودية للكهرباء، المخاوف من الانقطاعات، وأوضحت أنها استعدت لفصل الصيف ووضعت «خططاً» لمجابهة الارتفاع في درجات الحرارة. و أشار نائب رئيس الشركة السعودية للكهرباء للشؤون العامة عبد السلام اليمني، في حديث سابق إلى «الحياة»: «إن الاستعدادات دخلت حيّز التنفيذ، عبر مشاريع تتعلق بزيادة محطات التوليد والتوريد، وإدخال نحو ثلاثة آلاف ميغاوايت في توليد الكهرباء، لمواجهة نمو الطلب». وأبان اليمني، أن « مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، ضمن خطة الشركة الرأسمالية والتشغيلية، فمن الطبيعي أنه إذا زادت درجات الحرارة أن يرتفع الضغط على الأحمال، ما يضاعف مسؤولية الشركة»، مستدركاً أن «المنظومة الكهربائية تستوعب وتؤدي الخدمات اللازمة بكفاءة عالية. وهناك مشاريع نُفّذت، وأخرى لا زالت قيد التنفيذ»، داعياً مختلف القطاعات الصناعية، والتجارية، والسكنية، إلى «الاقتصاد في الكهرباء، وعدم الإسراف، خصوصاً خلال الشهرين المقبلين». مبيناً «لم نطلب من أحد أن يبقى في الحر، وإنما أن يخفف من الضغط على أحمال الكهرباء، وتحديداً في ساعات الذروة، التي قد يحدث فيها انقطاع التيار الكهربائي، وتبدأ هذه الفترة من ال12 ظهراً، إلى الخامسة عصراً، وعلينا أن نأخذ ما نحتاجه من الكهرباء، وهذا نهج عالمي».