على ضوء ما انتهى إليه الموسم الرياضي من نتائج وبطولات، بدأت مشكلة المهاجم الهداف كأحد أهم أسباب خروج الهلال من البطولة الآسيوية وكأس الملك، بعد أن عجز لاعبو الوسط عن التسجيل، وهم أكثر من تولى مهمته طوال الموسم، عندما توارى مهاجموه الثلاثة، المصري لضعف إمكاناته، والمحياني أسير دكة الاحتياط ظلماً وعدواناً، في حين أن الجيزاني لم يكن للتعاقد معه أي مبرر، أما كبيرهم ياسر فيبدو أنه حضارة سادت ثم بادت تحت تأثير التشبع المالي والملل، على رغم أنه محترف يحصل على الملايين في مقابل كل دقيقة يلعبها، وليس هاوياً يلعب ويعطي بحسب مزاجه النفسي. الهلال أضاعه مهاجموه، حتى لو قيل إن دفاعه لم يكن على ما يرام، خصوصاً العمق الدفاعي الذي من خلاله تم تسجيل الكثير من الأهداف، لأن الهجوم يفترض أن يقيل عثرة الدفاع لا أن يجاريه في الخمول والاستكانة، والنتيجة أن الفريق دفع الثمن في بطولتي آسيا وكأس الملك، عندما كان مهاجمو الهلال يسحبون أقدامهم في الملعب بلا أية خطورة تذكر، ولو أحصينا عدد الهجمات التي يمكن أن يطلق عليها هجمات حقيقة، وشكلت خطورة لوجدناها تعد على أطراف الأصابع، وهي اجتهادات شخصية أكثر منها عمل منظم داخل الملعب، ما يعني أن الفريق كان يلعب بلا هجوم، حتى لو كان ياسر أو غيره هم من يقود هذا الهجوم. تعامى الهلاليون كثيراً عن علة الهجوم على أمل أن يعود ياسر لتوهجه، بعد حملة دعمه النفسي، التي قادها عدد من الكتاب في مقالات مؤثرة، لكنها للأسف كلها لم تفلح في إعادته، ربما لأسباب شخصية تخصه لوحده ولا علاقة للهلال بها، لكنها اليوم تبدو أوضح من أي علة في جسد الهلال، ولابد من حلها إن أريد للهلال ولياسر العودة لجادة الطريق، فالمجاملات ولى زمنها ولا مكان إلا لمن يقدم في الملعب نفسه، وليس في التصريحات الصحافية، أو الإعلانات التلفزيونية. محاولات الهلاليين الآن للبحث عن مهاجمين مميزين لقيادة خط مقدمته للموسم القادم، تعني أن العيون التي تعامت وغضت البصر إكراماً وتقديراً على أمل لعل وعسى، أبصرت بعد طول انتظار فما عاد ياسر هو ياسر الذي يعول عليه، مثله مثل مالك معاذ وسعد الحارثي، وهذه إن كانت أولى خطوات التصحيح، فإنها تعني الكثير لجيل الشباب في النادي، وهي أن أي نجم مهما علا شأنه وارتفعت أسهمه، وطغت شعبيته، إن لم يكن كما ينبغي أن يكون، وفي أوقات الحاجة والحسم، فليس له إلا دكة الاحتياط. [email protected]