اعتبرت روسيا ان الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود «الى مزيد من الدماء»، وحذرت من خطر وقوع «مأساة» في حلب، ثاني مدن سورية، معتبرة في الوقت نفسه ان «من غير الواقعي» تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة، فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى، وأعلنت أنها لن توافق على تفتيش سفنها بموجب عقوبات أوروبية ضد سورية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع وزير الخارجية الياباني كويتشيرو جيمبا في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وهو مقر اقامة الرئيس فلاديمير بوتين في الصيف: «نحن في صدد اقناع الحكومة (السورية) بأن عليها القيام ببعض البادرات الاولى، لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدناً مثل حلب حيث يلوح خطر وقوع مأساة اخرى على ما افهم (...) فمن غير الواقعي تصور انهم (الحكومة) سيقبلون بذلك». وبدأ الجيش السوري السبت هجوماً مضاداً لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، وسط مخاوف ابدتها دول غربية من تعرض المدنيين للانتقام. وتابع لافروف ان «جماعات جيدة التسليح تسيطر على مدن وتنوي اقامة نوع من المنطقة العازلة لحكومة انتقالية. فكيف يمكن أن تنتظروا في مثل هذا الوضع أن تكتفي الحكومة ببساطة بالقول حسناً، لقد أخطأت. تعالوا وانقلبوا علي، غيّروا النظام». وأضاف: «هذا ببساطة غير واقعي، ليس لأننا متمسكون بهذا النظام. ولكن ببساطة لأن هذا الامر غير ممكن». وقال لافروف: «تحدث في سورية تجاوزات ترتكبها جميع الاطراف. علينا ممارسة ضغوط على جميع هؤلاء»، متهماً الغرب بمساعدة المعارضة المسلحة. وأضاف: «شركاؤنا الغربيون مع بعض جيران سورية، يقومون عملياً بتشجيع ودعم وتوجيه التمرد المسلح ضد النظام». ولفت الى ان «ثمن هذا هو اراقة المزيد من الدماء». وترفض روسيا اتهامها بدعم نظام بشار الاسد مؤكدة انها تعتمد نهجاً متوازناً. وتنتقد موسكو الغرب لانحيازه الى جانب المتمردين. واستخدمت روسيا حق النقض ثلاث مرات ضد مشروعات قرارات في مجلس الامن تهدف لزيادة الضغط على الحكومة السورية لانهاء 16 شهراً من العنف. وقال الوزير الياباني ان سورية تمر «بلحظة حرجة للغاية» وان وقف اراقة الدماء يقع على عاتق الحكومة. ولفت الى ان «موقف الجانب الروسي عظيم التأثير، وهناك ايضاً صوت المجتمع الدولي. ونحن نعول على موقف روسي بناء». الى ذلك، أعلن الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ان موسكو لن تتعاون مع عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي ضد سورية تقضي بتفتيش الدول الأعضاء في الاتحاد السفن التي تشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى سورية. ووافقت حكومات الاتحاد الاوروبي على العقوبات الجديدة الاثنين الماضي في محاولة لمنع وصول الاسلحة الى سورية، فيما اجهضت روسيا الجهود الأميركية والاوروبية لتهديد الحكومة السورية بعقوبات من مجلس الامن، وانتقدت العقوبات الغربية وقالت انها «لا تنوي المشاركة بأي شكل في تنفيذ قرارات الاتحاد الاوروبي التي تستهدف سورية». وقال لوكاشيفيتش في بيان: «لن ندرس ولن نوافق على الطلبات بتفتيش السفن التي ترفع العلم الروسي ولن نقبل تنفيذ الاجراءات المقيدة الأخرى». ووجهت انتقادات غربية حادة لروسيا لإمدادها سورية بالسلاح. وفي الشهر الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان موسكو لا تمد سورية بأسلحة يمكن استخدامها في حرب اهلية. وعادت سفينة شحن قالت روسيا إنها تحمل ثلاث طائرات هليكوبتر جرى اصلاحها وأنظمة دفاع جوي لسورية إلى روسيا الشهر الماضي بعدما سحبت شركة تأمين مقرها لندن غطاءها التأميني. وقال المسؤولون الروس في ما بعد ان علم جزيرة كوراساو الذي ترفعه السفينة سيحل محله علم روسيا، وتردد في بداية الامر ان السفينة في طريقها الى سورية مرة اخرى ولكن وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء ذكرت الاسبوع الماضي ان الطائرات الهليكوبتر انزلت في روسيا.