تفاجأ القائمون على أحد المواقع التي استقبلت المتبرعين في الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية، بالمنطقة الشرقية، بأحد المواطنين الذي يرغب في التبرع ب«حاشي»، ليقترح عليه مشرفو الحملة التوجه إلى سوق المواشي، لبيع الجمل، والتبرع بقيمته. ولم يكن «الحاشي» هو التبرع الوحيد الذي لفت أنظار مشرفي الحملة، إذ حاول ثلاثة مواطنين التبرع بسياراتهم، وأيضاً اقترح عليهم المشرفون التوجه إلى سوق السيارات لبيعها، وإحضار مبلغها للتبرع به. وشهدت المناطق والمحافظات كافة إقبالاً ملحوظاً من جانب المواطنين والمقيمين، للمشاركة في الحملة والتبرع، خصوصاً أنه جاء في إجازة نهاية الأسبوع، وجاء توجيه وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبد العزيز، بفتح المجال للتبرعات المالية من خلال الإيداع في الحسابات المصرفية المُخصصة لنصرة الشعب السوري، إضافة إلى تمديد فترة استقبال التبرعات العينية، إلى يوم الإثنين المقبل، في نفس مواقع التبرعات الحالية، لإتاحة الفرصة لفئات المجتمع كافة للمشاركة فيها. كما شهد مقر الحملة في المنطقة الشرقية تسجيل أعلى معدل للمبالغ التي تم تقديمها منذ بداية الحملة، إذ سجلت التبرعات النقدية المباشرة والشيكات المقدمة، إضافة إلى المجوهرات، نحو أربعة ملايين ريال، بحسب ما ذكره ل«الحياة» رئيس اللجنة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري في المنطقة الشرقية سليمان المطرودي، ليصل إجمالي التبرعات المالية التي استقبلها مقر الحملة في الشرقية منذ انطلاقها نحو 6.8 مليون ريال. وأشار المطرودي إلى تلقيهم تبرعات عينية مختلفة، كان أبرزها حاوية كبيرة تضم عدداً من المعدات والأدوات الطبية، إضافة إلى شاحنات صغيرة للمواد الغذائية تم استقبالها، وإرسالها إلى الرياض، وأن استقبال التبرعات في المنطقة الشرقية يشمل عدداً من المراكز والمحافظات، التي خصصت مواقع لاستقبال التبرعات، إضافة إلى عدد من الجمعيات الخيرية المشاركة في الحملة». وأكد استعدادهم للعمل ضمن الحملة، وبحسب توجيهات وزير الداخلية، بالاستمرار في استقبال التبرعات العينية حتى يوم الإثنين المقبل، في مقر الحملة في قاعة الأندلس في الدمام. وعن أبرز الاستفسارات التي يتلقونها من المتبرعين، لفت إلى أن غالبية المتبرعين بالمواد العينية يحضرون تبرعات من الأثاث والأدوات المنزلية المُستخدمة، وهو ما تعتذر الحملة عن عدم استقباله، إذ نقتصر على استقبال التبرعات العينية على المواد الجديدة، كما نتلقى تبرعات بالأنعام والسيارات المُستخدمة ونحوها، ونقوم بتوجيه المُتبرع إلى السوق لبيع السلعة والتبرع بقيمتها. من جهته، ذكر مدير مجمع تلفزيون الدمام سعيد اليامي، في تصريح إلى «الحياة»، أن مشاركتهم ضمن فريق مكون من نحو 20 موظفاً، من مصورين وفنيي بث وإضاءة وصوت ومساعدين ومشاركين في الحملة، من خلال التغطية المباشرة لنحو خمس ساعات يومياً، من مقر الحملة وإجراء لقاءات مع المتبرعين، وعدد من القضاة ورجال الدين في الشرقية، والنقل من خلال قنوات التلفزيون الأولى والثانية والإخبارية، إضافة إلى الثقافية والاقتصادية والرياضية في حال طٌلب ذلك، مشيراً إلى أنه لم يستغرب حجم الإقبال الذي شهدته الحملة، لمشاركته في حملات سابقة أثبت فيه الشعب السعودي مسؤوليته تجاه دينه ونداء الوطن لمساعدة المحتاج. وأشار مدير استوديوهات الإذاعة في الدمام محمد أبو علي في تصريح إلى «الحياة»، أن التغطية التلفزيونية في البث المباشر لم تقتصر على النقل فحسب، إذ تم توظيف إذاعة الدمام لنقل ما يحدث في مقر الحملة على الأرض، لافتاً إلى قيامهم بنقل رسائل إذاعية مباشرة من مقر الحملة، وعمل لقاءات مع المتبرعين والعاملين في الحملة، بالاشتراك مع إذاعتي الرياضوجدة، وإلى تفاعل المواطنين من خلال اللقاءات التي قاموا بها مع الحملة. الى ذلك، تبرع مواطن بقيمة قطعة أرض للشعب السوري، فيما أرسلت فتاة مهر زواجها إلى مقر لجان تسلم التبرعات في محافظة جدة. وأوضح مندوب وزارة الثقافة والإعلام للحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري مدني بنجابي ل«الحياة»، أن مواطناً أرسل مع ابنه صك ملكية أرض إلى مقر التبرعات، ليتم بيعها والتبرع بقيمتها إلى الشعب السوري. وأضاف أن شاباً حضر إلى مقر اللجنة يحمل طقم ذهب ثمين، وعند سؤالنا عن مصدره، أفاد بأنه جزء من مهر شقيقته التي ستتزوج قريباً، ورغبت في التبرع به إلى أهالي سورية. ووصف توافد السعوديين على موقع جمع التبرعات في الإستاد الرياضي ب«الكبير»، وقال: «الحمد لله، يوجد الكثير من المتبرعين يتوافدون إلينا فور بدء عمل الحملة في الساعة التاسعة مساءً حتى نهاية عملها في تمام الساعة الثالثة فجراً». وأضاف أن التبرعات تبعث الطمأنينة والراحة بالنفوس، إذ توضح مدى تكاتف الأمة الإسلامية ووقوف الشعب السعودي مع الشعب السوري، لافتاً إلى أن اللجنة عندما تتسلم تبرعات عينية كالسيارات أو الأراضي أو أطقم الذهب تثمنها من جهة معتمدة، وبعد ذلك تبيعها، وتضع قيمتها ضمن التبرعات، مفيداً أن السيارات يتم تثمينها من شيخ المعارض، والأراضي من جهة عقارية معتمدة ومعروفة. وحول مصير التبرعات العينية مثل الملابس، قال: «الملبوسات الجيدة والجديدة ترسل إلى سورية مباشرة، أما تلك القديمة أو المستعملة نقوم بتوزيعها على الجمعيات الخيرية في المملكة».