اكدت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان مسؤولين في حركة «حماس» وحكومتها المقالة عقدوا سلسلة اجتماعات مع مسؤولين ونواب اميركيين واوروبيين حاليين وسابقين في جنيف يومي 16 و17 حزيران (يونيو) الماضي، وذلك في اطار رغبة هذه الاطراف في الاطلاع على موقف «حماس» من مسألتي قبول «حل الدولتين» وشروط «اللجنة الرباعية» الدولية. وشارك في اللقاء كل من عضو المكتب السياسي في «حماس» وزير الخارجية السابق في الحكومة المقالة محمود الزهار، ووزير الصحة باسم نعيم، والناطق باسم الحكومة طاهر النونو، ومسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، ممثلها في بيروت اسامة حمدان. ونظمت اللقاءات بدعوة من «فوروورد ثنكينغ» بحضور المختص في فك النزاعات اوليفر ماكيرنين، و«هيومان ديالوغ» وممثلها تيم غولدستون، وبتمويل من الحكومة السويسرية ومشاركة مبعوث وزارة الخارجية السويسرية الى الشرق الاوسط جان دانيال روخ. وبحسب المعلومات المتوافرة، شارك في اللقاءات كل من وكيل وزارة الخارجية الاميركي السابق توماس بيكرنغ، ومسؤول برنامج الشرق الاوسط في «مجموعة الازمات الدولية» روبرت مالي، والسفير البريطاني السابق في نيويورك وفي بغداد جيرمي غرينستوك، ووزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني روبرت بولينز، اضافة الى باحثين وخبراء اوروبيين واميركيين آخرين عرفوا بتأييدهم الانخراط مع «حماس». واوضحت المصادر الفلسطينية ان لقاءات كهذه عقدت في السابق «غير ان الجديد في هذا اللقاء انه حصل في اوروبا، وان الاميركيين في شكل او بآخر داعمون له». وزادت: «حماس لديها اشكالية في قبول شروط اللجنة الرباعية (الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف)، في المقابل فان الاميركيين غير قادرين على التعامل مع حماس كما هي، لذلك باتوا يشجعون البحث عن مقاربات جديدة للتعامل معها والبحث عن قواعد جديدة للعبة السياسية، اذ فهم ممثلو الحركة ان الاميركيين ليسوا بعيدين عن اللقاء» الذي عقد في العاصمة السويسرية. وتناولت الجلسات التي استمرت يومين عناوين تتعلق ب «الحرب على غزة واتفاق الهدنة»، و«الحوار الفلسطيني - الفلسطيني»، و«الفرق بين تجربتي النزاع في ايرلندا وفي الشرق الاوسط»، اضافة الى عناوين أخرى تتعلق باحتمالات السلام والدولة الفلسطينية. وبحسب المصادر الفلسطينية، فان وفد «حماس» تصدى لاسئلة دقيقة طرحها المشاركون مثل: هل تقبل الحركة بحل الدولتين؟ وهل يعني قبول الحركة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 اعترافاً غير مباشر باسرائيل؟ واوضحت المصادر ان ممثلي الحركة جددوا تأكيد رفض الاعتراف باسرائيل، لكنهم اشاروا الى الخطوات والمواقف المرنة التي اتخذت اخيرا. وكان رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل قال في خطاب علني ان الحركة «لن تعطل» اي حل سياسي جدي يطرح في المنطقة. وعُلم ان مسؤولين غربيين، بينهم نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف، حضوا «حماس» اخيرا على «الاقتراب» من شروط «الرباعية»، وان قيادة الحركة اشارت الى المرونة التي ابدتها الحركة في الفترة الاخيرة وتمثلت في ثلاث نقاط: حديث «حماس» عن دولة بحدود العام 1967، وطرحها ل «هدنة طويلة الامد»، وقبول «احترام» الاتفاقات الموقعة، ما يعني انها لن تلغيها بل ستتعامل معها بجدية. وجددت المصادر ان الحركة لا تستطيع القبول الواضح بمبادرة السلام العربية لانها «حركة تحرر وطني لا يمكن ان تقبل الاعتراف بالاحتلال، اضافة الى اشكالية موضوع اللاجئين»، مع تفهمها قبول الدول العربية لهذه المبادرة.