تقدم فرقة «دراويش أبو الغيط» فناً مصرياً أصيلاً، هو الزار، ممزوجاً بفن صوفي أصله من تركيا وهو رقص التنورة. وأدهشت الفرقة كل الفرق العالمية المشاركة في مهرجان الصين الدولي للفنون الشعبية الذي أقيم أخيراً، بما تملكه من تجانس وتناغم بين أفرادها وما يقدمونه من فن صوفي مخلوط بالزار، علماً أن أعضاء الفرقة لا يتدرّبون في بروفات أو ما شابه بل يحفظون الأدوار التي يغنونها عن ظهر قلب لأنهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. يقول أحمد الشنكحاوي، أو الريس شنكحاوي كما يطلقون عليه، إنه أسس الفرقة للحفاظ على فن الزار من الانقراض بعدما انحسر في مصر خلال التسعينات في ظل ترويج العديد من الأفلام ووسائل الإعلام أن هناك من يستغل الزار في الدجل والشعوذة، «لذلك أسست الفرقة التي قدمت عروضها في كل المراكز الثقافية المصرية والأجنبية في مصر، وسافرت في جولات فنية عدة». وأضاف أنه يلاحظ انبهار الناس بما يقدمونه في مصر في كل مرة يعرض فيها في ساقية الصاوي ومركز مكان ومسرح الضمة وميدان عابدين، خلال مهرجان «الفن ميدان»، ومركز سعد زغلول الثقافي. وأوضح أن الفرقة ما زالت تقدم فنها الأصلي من دون تغيير وتقيم «حضرة زار» في أماكن عدة في القاهرة، منها قرية أبو الغيط، وأبو السعود في مصر القديمة، والسيدة زينب. ويحضر هذه «الحضرات» كثير من المصريين والأجانب. ويتكون الزار من مديح النبي محمد في البداية، ومن ثم «ياورا»، أي الحكم والأقوال الشعبية، ومن ثم «هندسة» (الرقص الشعبي). وينقسم الزار الذي تقدمه الفرقة في مصر والخارج إلى أدوار. ويشير الشنكحاوي إلى أنه وأفراد فرقته مثلوا في العديد من المسلسلات والأفلام المصرية خلال 30 سنة، وأشهر المسلسلات هي «أرابيسك» مع صلاح السعدني و»الزوجة الرابعة» و «زينب والعرش» وحديثاً «مزاج الخير» مع مصطفى شعبان، ومن الأفلام «أقوى من الأيام» و «للحب قصة أخيرة». ويلفت إلى أن إدارات المهرجانات في الخارج تطلب من الفرقة تقديم الزار كما توارثته عن الأجداد، مع الترجمة. وعن أحدث ما تقوم به الفرقة، يقول الشنكحاوي: «نتعاون مع الفنان عوض شرابية الذي يدرب أطفالاً صغاراً على رقصة التنورة، ويعدّهم لعروض في مصر والخارج». وتتكون فرقة الزار من نخبة من أفضل الفنانين الشعبيين في هذا المجال في مصر، على رأسهم عطية شرارة وحسين عبداللطيف وعرابي سليم ورضا الأسمر ومحمد أبو زيد وحسين الأسود، ومن الفتيات نجلاء وآمال وشهد عوض، ويعزف الجميع على الكولا والدفوف والصاجات.