وسط حضور جماهيري كثيف، انطلق في القاهرة «مهرجان سماع للإنشاد الديني» في دورته الثالثة. ونظمت حفلة الافتتاح في ساحة قبة الغوري الأثرية في حي الأزهر بمشاركة 11 فرقة من أوزباكستان والهند والبوسنة وإسبانيا وسورية والمغرب والسودان وأندونسيا وتركيا والعراق إضافة إلى مصر. وتقدم الفرق عروضها في مبنى قبة الغوري حتى الرابع من أيلول (سبتمبر) المقبل. واستمتع الحاضرون ليلة الافتتاح بمعزوفة من إخراج انتصار عبدالفتاح، قدمتها فرق الهند وأوزباكستان والبوسنة وسورية والمغرب وأندونسيا مجتمعة، بأصوات ولهجات ولغات مختلفة. وينظم المهرجان بالتعاون بين قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وصندوق التنمية الثقافية وسفارات الدول المشاركة. وبدأت العروض الفردية بتقديم الفرقة المصرية مجموعة متنوعة من الأناشيد والتواشيح الدينية. ثم تلتها الفرقة السورية بتقديم عرض «المولوية» في أداء راقص بالتنورة البيضاء وبمصاحبة أصوات المنشدين. وتلا عرض الفرقة السورية أداء مميز للفرقة الهندية استطاع أن يجذب انتباه الجمهور. وتشارك الهند بفرقة مكونة من ثمانية أفراد بقيادة العازف محمد رفيق. وهي تقدم نوعاً من الموسيقى التعبدية التي ظهرت في شبه القارة الهندية منذ 700 سنة تقريباً، ويتم غناؤها باللغة البنجابية واللغة الأردية في الهند. وستقدم الفرقة ستة عروض بما فيها الافتتاح والاختتام. وينتمي مدير الفرقة محمد رفيق إلى عائلة لانجا التي امتهنت أداء الأغنيات الشعبية والعزف على الآلات التقليدية. وأعقب عرض الفرقة الهندية عرض آخر لا يقل تميزاً لفرقة سيدي قدور المغربية والتي سحرت أسماع الحاضرين بفقرات من مدح الرسول جمعت بين الموسيقى والشعر والابتهالات الدينية. أسس الفرقة عام 2006 رئيسها سيدي الحاج عزاوي ولها مشاركات وطنية ودولية، وحازت جوائز من مهرجانات دولية مختلفة. وتعتمد الفرقة، كما يقول عبدالعزيز بن شقرون أحد أفرادها، على أفكار مستمدة من الزوايا القرآنية وحلقات الذكر التي تنتشر شمال أفريقيا، في محاولة للجمع والتكامل بينها وفي إطار من الموشحات الصوفية الهادفة. ويعتبر بن شقرون أن السماع الصوفي فن جدير بالرعاية والدعم الرسمي والأهلي، مؤكداً أن الفن الصوفي بدأ يفرض نفسه في أماكن كثيرة من العالم. واختتمت العروض ليلة الافتتاح بعرض رقصات التنورة. قدمه طفل صغير من أعضاء فرقة بيت الفنون للتراث السورية على خلفية موسيقية تجلت فيها الأنغام الصوفية مع عزف للعود والناي. وصرح رئيس المهرجان ومدير مركز إبداع قبة الغوري الفنان انتصار عبدالفتاح بأنه سيتم تكريم ذكرى المقرئ الشيخ محمد رفعت في اختتام المهرجان. وأضاف أن هذه الدورة تقام تحت شعار السماع وحوار ثقافات الشعوب. وتهدف إلى الحفاظ على التراث الأصيل والمقامات النادرة والطرائق التراثية المختلفة الثقافات. وتهدف ايضاً إلى تأكيد حالة التواصل الإنساني والكوني عبر إحياء التراث الصوفي الفني الأصيل وقوالبه القديمة، ومنها فن أداء التواشيح والمقامات النادرة. وأشار عبدالفتاح إلى أنه سيتم إطلاق مشروع «منشد الغوري» الذي يهدف الى اكتشاف الأصوات الشابة المغمورة من محافظات مصر المختلفة كنواة لمدرسة متخصصة تحافظ على أصول فن الإنشاد والتراث الصوفي القديم.