كشف عضو الرابطة الطبية للاجئين السوريين الدكتور محمد إقبال النعيمي عن تسجيل رابطته مئات الإصابات بين لاجئين سوريين بأسلحة محرمة دولياً، لكنه قال إن «الرابطة لا تعلم ماهية تلك الأسلحة». وذكر أن الأممالمتحدة وثقت تلك الإصابات التي تصنف ب«جرائم حرب»، مؤكداً أن النظام استخدم أسلحة كيماوية وجرثومية ضد أسرى وغيرهم «اكتشف أمرهم خلال لجوئهم في المخيمات عند الكشف الطبي على نوعية إصاباتهم». وأوضح النعيمي في تصريح خاص ل«الحياة» أن الرابطة شكلت لجنة لتوثيق إصابات اللاجئين بالأسلحة المحرمة دولياً والكيماوية والجرثومية، وأن عدد المصابين بتلك الأسلحة يتجاوز المئات، متوقعاً أن يصل عددهم إلى الآلاف، «لكون الرابطة لم تستطع الوصول إلى بعض المناطق داخل الأراضي السورية التي أشيع عن استخدم تلك الأسلحة بها». وأشار إلى أن بعض اللاجئين تعرضوا للإيذاء ب«طرق وحشية» خلال فترة أسرهم، بحسب روايات الناجين، مضيفاً: «سجلت الرابطة إصابة أسرى بأمراض وإصابات لا يعرف لها علاج، ولا تعرف أسبابها حتى الآن!». ولفت النعيمي إلى أن بعض الأسرى الذين فروا، أصبحوا في مخيمات اللاجئين أقروا بأنهم تعرضوا للدهس بآلات لم يروها من قبل، وعذبوا ب«آلات غريبة لم يشاهدوها من قبل، تسببت لهم في إصابات مستديمة». وتابع: «لا نزال في حيرة من أمرنا، لتسجيلها لاجئين مصابين بإصابات وأمراض غير معلومة حتى الآن، ولم تشاهد قبل ذلك ومجهولة السبب، وأن بعضها ربما يكون نتيجة للضغط النفسي جراء قتل البعض أمامهم أو اغتصاب النساء أمامهم». ووصف عمليات القتل التي يقوم بها النظام السوري ب«الوحشية»، وزاد: «أكثر الإصابات هي عبارة عن طلقات في منطقة الرأس من قناصة وهي مميتة»، مضيفاً: «اضطرت الرابطة لقطع أطراف عشرات اللاجئين، ومعالجة بعضهم في السعودية». وشدد على ضرورة إجراء جراحات مستعجلة ورعاية طبية بشكل مطول وعلاج فيزيائي، لبعض الإصابات بالشظايا والرصاص الحي والقنابل والمدافع. ونوه النعيمي إلى مواجهتهم في الرابطة معوقات تحول دون الوصول إلى المصابين واللاجئين داخل الأراضي السورية، منها استهداف جيش النظام لحملات الإغاثية والطبية واستهداف المراكز العلاجية والطبية، إضافة إلى نقص الدعم المادي والعيني، مشيراً إلى أن الرابطة دفعت ثمناً باهظاً بخسارتها الكثير من الأرواح والأموال بسبب استهداف طواقمها. وأضاف: «تختلف المشاريع باختلاف المناطق والحاجات، فاللاجئون السوريون داخل الأراضي السورية الذين يبلغ عددهم أكثر من مليوني لاجئ يحتاجون للمزيد من الجهد والمال نظير حاجاتهم الصحية والاجتماعية والمعيشية، إضافة إلى أكثر من 150 ألف لاجئ خارج الأراضي السورية موزعين ما بين لبنان والأردن وتركيا». ويقدر عدد أفراد الرابطة الطبية للاجئين السوريين الميدانيين ب500 فرد، وبدأت أعمالها التطوعية بجمع ثياب وعباءات للاجئين واللاجئات السوريين، امتدت بفضل الجهود الفردية والهيئات الإغاثية إلى جمع مواد طبية وغذائية، وعمل مراكز طبية ميدانية وكفالة الأسر والأيتام.