اصطف آلاف السعوديين والمقيمين منذ الساعة التاسعة من مساء أمس، موعد انطلاق «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية»، أمام مراكز التبرع المحددة في مدن ومحافظات المملكة المختلفة للمساهمة في دعم أبناء الشعب السوري عبر التبرع النقدي والعيني. وانطلقت الحملة الشعبية التي تستمر خمسة أيام، بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من أمس، لمساعدة الشعب السوري المنكوب الذي يعاني جزءاً كبيراً منه ويلات الحرب والتشرد والجوع والمرض، منذ أكثر من عام ونصف العام، بعد أن تسببت الاحتجاجات الداخلية والمعارك بين جيش النظام السوري و«الجيش السوري الحر»، في نزوح مئات الآلاف من السوريين عن بيوتهم، سواء في داخل سورية أم خارجها، وتضاربت الأرقام حول عدد اللاجئين السوريين خارج حدود بلادهم، بسبب النزوح العشوائي، إذ وصلت آخر التقديرات إلى أكثر من 400 ألف نازح في الدول المجاورة، ونحو مليون نازح داخل سورية، في الوقت الذي تشير فيه إحصاءات ومشاهدات الأيام الأخيرة، إلى حركة نزوح غير مسبوقة باتجاه الأردن، بعد تصاعد أعمال العنف وارتفاع حدة الاشتباكات بين الطرفين المتقاتلين. وكشف مدير العلاقات العامة للجان الإغاثية السعودية حسام شعث ل «الحياة» في أول يوم لجمع التبرعات الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين لمساعدة الشعب السوري على تجاوز الأزمة التي يعانونها منذ قرابة 16 شهر، أن التبرعات التي قد يحتاجونها لتنفيذ الحد الأدنى من الإغاثة أكثر من 400 مليون ريال، ولم يستطع أن يعطي رقماً محدداً، وزاد أن التبرعات السعودية سيكون غالبها للمتضررين الموجودين على الحدود السورية - الأردنية ومنطقة درعا وربما اللبنانية. وكشف عن إعداد فريق عمل لديه الخبرة في المجالات الإغاثية «لضمان سرعة توصيل المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الدول المجاورة كمرحلة أولى». من جانبه، أوضح مستشار وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز (المكلف برئاسة الحملة الشعبية لنصرة الشعب السوري) الدكتور ساعد العرابي الحارثي، أن الحملة تأتي لنصرة الشعب السوري في ظروفه الحرجة جداً. بدوره، نوّه رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ بدعوة خادم الحرمين الشريفين لنصرة الشعب السوري الشقيق، المتمثلة في توجيهه بالبدء بالحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سورية وجمع التبرعات لهم. وقال: «إن أبناء الشعب السوري الشقيق في موقف عصيب، يواجهون آلة القتل على مدار الساعة، تركوا ديارهم ونزحوا إلى الدول المجاورة بحثاً عن الأمن والأمان وصيانة لأعراضهم، وهم الآن في أمس الحاجة إلى العون والمساعدة، فعلينا الوقوف إلى جانبهم ومد يد العون لهم ونصرتهم وتضميد جراحهم». وأشاد الدكتور عبدالله آل الشيخ بالدعوة إلى عقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي في مكةالمكرمة يومي 26 - 27/9/1433ه، وعدّها خطوة مباركة في هذا الشهر الكريم وفي هذا المكان الطاهر، ليجتمع قادة الأمة الإسلامية للبحث في المخاطر التي تواجهها الأمة في الوقت الراهن. وحرصت المملكة على تقديم المساعدات للاجئين السوريين في إطار جهودها لمساعدة اللاجئين في أنحاء العالم، إذ وصلت إلى العاصمة الأردنية عمان يوم 3 شعبان 1433ه قافلة خادم الحرمين الشريفين التي تضم مساعدات للعائلات السورية النازحة إلى الأردن تبرعاً من رجال الأعمال السعوديين. وبات دور المملكة في دعم التبرعات الإنسانية «متقدماً جداً»، من دون النظر إلى العرْق أو الدين أو اللون بحسب مجال التوثيق مع الأممالمتحدة، إذ بلغت مساعدات المملكة في ال30 عاماً الماضية، على مستوى العالم، أكثر من 90 بليون دولار، استفادت منها أكثر من 87 دولة في العالم، بحسب إحصاءات رسمية صادرة عن جهات رسمية في المملكة. وشاركت وزارة الثقافة والإعلام بقنواتها التلفزيونية ومحطاتها الإذاعية كافة في التغطية الإعلامية للحملة الإنسانية عبر تلقي اتصالات المتبرعين بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الثالثة فجراً، فيما تمت تغطية التبرعات العينية في عدد من المقار الرسمية في 13 منطقة هي عدد المناطق السعودية. وتم التنسيق مع مؤسسة النقد العربي السعودي لفتح حساب بنكي باسم الحملة في البنك الأهلي التجاري رقم (SA23100 000 201 88 888 000 100) لإيداع التبرعات والتحويلات النقدية».