نفت وزارة الداخلية العراقية امس الأنباء التي ترددت عن توغل قوات حرس الحدود داخل داخل السورية، واعتبرتها «عارية عن الصحة». لكنها أكدت نشر فوجين من الجيش «تحسباً لكل الاحتمالات». إلى ذلك، وعد رئيس الوزراء نوري المالكي الرعايا العراقيين في سورية بالصفح ودعاهم الى العودة. وقال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الامن الاتحادي الفريق احمد الخفاجي في تصريح الى «الحياة» ان «ما تتناقله وسائل الاعلام عن وضع الحدود مع سورية فيه الكثير من المبالغة، الا ان منفذ القائم اغلق بعد ان سيطرت عليه مجموعات غير نظامية تحمل السلاح ويرتدي عناصرها الملابس المدنية ونعتقد بأنهم من الجيش السوري الحر». ونفى الخفاجي في شكل قاطع توغل قوات عراقية داخل الأراضي السورية وقال: «لم نتحرك شبراً واحداً داخل الشريط الحدودي ولم نتصل مع الجماعة التي سيطرت على منفذ القائم في الجانب السوري وكل ما حصل ان الجيش ارسل فوجين لتأمين الحدود تحسباً لكل الاحتمالات». وزاد: «لا شأن لنا بهذه الاحداث طالما انها داخل الاراضي السورية ومهمتنا هي تأمين الحدود خصوصاً في ما يتعلق بحركة النازحين». وأضاف: «هناك مخيم للاجئين السوريين في محافظة دهوك ترعاه الاممالمتحدة ودخول العائلات يكون من منفذ ربيعة الى اقليم كردستان وليس من منفذ القائم ونخشى حدوث فوضى في عملية النزوح». وكانت الاشتباكات تجددت مساء الجمعة في الجانب السوري من منفذ البوكمال. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ خلال مؤتمر صحافي إنه «بسبب الوضع الأمني نعتذر عن استقبال اللاجئين السوريين». وأضاف ان «مناطقنا الحدودية صحرواية ولا نستطيع توفير المساعدة، لسنا مثل تركيا والأردن فحدودهما مناطق يمكن توفير الخدمات فيها، نحن نأسف، وكنا نتمنى أن نساعد شعبنا الشقيق في سورية». وطالبت بعض العشائر في محافظة الأنبار بإقامة مخيمات خاصة تحسباً لدخول العائلات السورية النازحة وقال عضو «مجلس انقاذ الانبار» الشيخ حميد الهايس ل «الحياة»: «نتوقع دخول مئات العائلات السورية خصوصاً من منطقة البوكمال المتاخمة لمدينة القائم العراقية لذلك فان عشائر الانبار مستعدة لاستضافتهم لكننا نطالب بتوفير مخيمات خاصة لهم». وأشار الى ان الاسابيع الماضية «شهدت دخول بعض العائلات السورية بشكل منفرد ومتقعطع الى الاراضي العراقية». ونفى الهايس وجود وساطات يجريها بعض شيوخ المحافظة لتهدئة الاوضاع على جانبي الحدود وقال ان «العائلات العراقية السورية في القائم والبوكمال تربطها الكثير من العلاقات الاسرية والعشائرية ونتوقع ان يقوم بعض اهالي القائم بايصال الرسائل او تقديم تسهيلات». ودعا المالكي العراقيين في سورية للعودة الى العراق متعهداً ب «الصفح عن اصحاب المواقف السلبية». وقال في بيان «يتعرض العراقيون الأبرياء والمسالمون في سورية إلي عمليات قتل ونهب للأموال وسلب للممتلکات من العصابات الإجرامية التي انتهكت جميع الأعراف والقيم الإنسانية، وهي علي شاکلة تلك المجموعات الإرهابية التي عبثت بأمن العراقيين خلال السنوات الماضية». وأضاف: «في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها ابناؤنا في سورية، فإننا ندعوهم رجالاً ونساء واطفالاً إلي العودة إلي بلادهم معززين ومکرمين، ونقول لهم تفضلوا إلي وطنكم الذي هو موطن أمنكم وعزکم إن شاء الله، وسنصفح عن کل الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا بسفك دماء الأبرياء، ليعيش الجميع بأمن وسلام ونضع يداً بيد لحماية بلدنا وشعبنا من عبث العابثين». وناشد المالكي منظمة الأممالمتحدة «التدخل العاجل بالتعاون مع السلطات السورية لحماية العراقيين ومساعدتهم وتسهيل عملية العودة إلي العراق».