أرسلت الشرطة الأميركية التي تحقق في قتل شاب في ال24 من العمر يدعى جيمس هولمز بالرصاص 12 شخصاً وجرح 58 آخرين معظمهم في حال الخطر، داخل صالة سينما عرضت فيلم «باتمان (الرجل الوطواط) - ذي دارك نايت ريزس» في ضاحية بدنفر بولاية كولورادو أول من امس، روبوتاً لتفجير «شرك متطور» من عبوات رصِدت داخل شقته، ما منع رجال الأمن من اقتحامها. وأعلن كريس هيندرسون، نائب رئيس هيئة الإطفاء في اورورا، أن شقة هولمز المعتقل حالياً تحتوي أسلاكاً متشابكة متصلة بزجاجات بلاستيكية تتضمن سائلاً غير معروف، وأشياء أخرى تشبه ذخائر الهاون، «ما يجعل دخول الشقة بأمان تحدياً حقيقياً». وأشار مسؤول امني إلى أن هولمز ضبط توقيت جهاز لتشغيل الموسيقى في شقته، من اجل إعادة تكرار أغنية واحدة مرات، تمهيداً لدفع السكان إلى الشكوى، وجرّ الشرطة للوقوع في شرك، علماً أنها تأمل بأن تحصل من داخل الشقة على قرائن تسمح لها بفهم الدافع المفترض للقاتل الذي أوقف من دون أن يبدي مقاومة. وأظهرت التحقيقات أن هولمز اشترى 4 أسلحة وأكثر من 6 آلاف رصاصة وطلق ناري بشكل قانوني عبر الإنترنت خلال الشهرين الأخيرين. وأوضح قائد شرطة اورورا، دان اوتاس، أن الذخائر التي اشتراها الشاب، تضمنت 3آلاف طلقة نارية لأسلحة هجومية، و3 آلاف رصاصة لمسدسات من نوع «غلوك» و300 طلقة لبنادق. كما اشترى أمشاطاً لبنادق هجومية من عيار 233، بينها مشط من 100 طلقة نارية وجد داخل صالة السينما المستهدفة. وشرح خبراء بأن هولمز استطاع إطلاق بين 50 و60 رصاصة خلال دقيقة واحدة، ما يحيي الجدل في شأن قانونية بيع أسلحة في الولاياتالمتحدة. واستخدم المهاجم أيضاً قنابل دخانية ألقاها على متابعي الفيلم، بعدما استخدم قناعاً واقياً من الغاز. كما ارتدى درعاً واقياً للرصاص اسود اللون. القاتل الخجول وهولمز، المجاز في علوم الجهاز العصبي من كلية الطب في جامعة كولورادو، صبغ شعره باللون الأحمر واطلق على نفسه اسم «جوكر»، في إشارة إلى عدو الرجل الوطواط في الكتب المصورة، عُرف ب «انطوائيته» خلال فترة طفولته في جنوب كاليفورنيا. ووصفه مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) بأنه «رجل ابيض طوله 1,90 متر، ولا يتضمن سجله العدلي إشارات إلى صلته بالإرهاب. وارتكب مخالفة واحدة في مدينة اورورا نتجت من قيادته سيارته بسرعة زائدة العام الماضي. وفي استمارة ملأها هولمز لاستئجار مسكن مطلع 2011، وصف هولمز نفسه بأنه «طالب متواضع وغير متطلب»، فيما نقلت صحيفة «دنفر بوست» عن طالب في فرع الصيدلة عاش في المبنى ذاته المخصص للطلاب والأساتذة وموظفي كلية الطب، أن «أحداً لم يعرف هولمز الذي لم يكشف إلا اسمه، وعاش منطوياً على نفسه، ولم يلقِ التحية وتظاهر بأنه لا يرى أحداً لدى لقائه آخرين في الممر. وأبلغ طوم ناي، أحد جيران هولمز في سان دييغو صحيفة «سان دييغو يونيون تريبيون»، أن «المتهم كان مراهقاً خجولاً لم يخالط شبان الأحياء المجاورة». وأضاف انه «شاهد هولمز للمرة الأخيرة خلال إجازة صيفية قبل سنتين»، مشيراً إلى أن «عائلته لطيفة وتؤم كنيسة بروتستانتية»، علماً أن والدته ارلن أكدت استعدادها للتعاون مع التحقيق، وقالت: «لا نزال نحاول تقبل ما حصل، وسنقدر حرص الناس على احترام حياتنا الخاصة». استبعاد «العمل الإرهابي» ومع تجمع سكان اورورا ليل الجمعة – السبت لإضاءة شموع على نية القتلى والجرحى والتعبير عن ألمهم، اضطر كل من الرئيس باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني إلى تخفيف نشاطات حملتيهما الانتخابية، وسحب إعلانات لهما من كولورادو مراعاة للضحايا وعائلاتهم. وأعلن البيت الأبيض أن اوباما الذي يقوم بحملة انتخابية منذ الخميس الماضي، علق جولته في فلوريدا (جنوب شرق) للعودة إلى واشنطن. وحذا رومني حذوه. وأفاد البيت الأبيض بأن «التحقيقات الأولية تستبعد علاقة ما جرى في اورورا بالإرهاب». ونقل عن اوباما تنديده بالعنف «العبثي»، داعياً مواطنيه إلى «يوم صلاة ودعاء وتأمل» وأمر بتنكيس الأعلام على المباني الرسمية لستة أيام. وكان لافتاً عدم تقديم الشرطة تفاصيل عن هويات الضحايا أو أعمارهم، لكن سلسلة الرجل الوطواط التي ينصح بعدم مشاهدتها لمن هم دون 13 سنة، تجذب فئتي المراهقين والبالغين الشباب. وأعلنت شرطة نيويورك أنها ستعزز إجراءات الأمن في دور السينما التي تبث فيلم باتمان و»ذلك على سبيل الاحتياط من احتمالات تقليد الحادث، وتعزيزاً لشعور المتفرجين بالأمان». وفي باريس ألغي العرض الأول لفيلم باتمان الذي كان مقرراً في الشانزليزيه بحضور ممثلين.