قتل 12 شخصا على الاقل واصيب 59 آخرون الجمعة عندما فتح مسلح النار على متفرجين داخل صالة للسينما في ولاية كولورادو كانوا يشاهدون العرض الاول لفيلم "باتمان: ذي دارك نايت رايزز" قبل ان يتم اعتقاله. وقال دان اوتس قائد شرطة مدينة اورورا التي تقع فيها صالة السينما في مؤتمر صحافي ان "العديد من المصابين في حالة حرجة". من جهته، اعتبر حاكم ولاية كولورادو جون هيكلنلوبر ان ما حصل "صنيعة عقل مضطرب للغاية". وتحدث شهود عيان لوسائل الاعلام المحلية عن فوضى داخل السينما وقالوا ان المسلح اطلق قنابل مسيلة للدموع وفتح النار داخل الصالة المكتظة في اوروا احدى ضواحي دنفر. واوضح اوتس ان "شهود العيان ابلغونا انه اطلق عبوة ما .. وسمعوا صوتا خفيفا وظهر بعض الغاز قبل ان يفتح الرجل النار". ولفت قائد الشرطة الى ان مطلق النار (24 عاما) من سكان اورورا واسمه جيمس هولمز. وقد اعتقل خلف صالة السينما من دون ان يظهر اي مقاومة وضبطت الشرطة في سيارته ثلاثة اسلحة وسلاحا رابعا داخل الصالة. واضاف ان هولمز لم يكن معروفا لدى اجهزة الشرطة باستثناء مخالفة لزيادة السرعة اثناء القيادة في اكتوبر الماضي. وتابع "نعتقد انه تحرك بمفرده". وكانت الشرطة في كولورادو افادت انها عثرت على متفجرات "متطورة للغاية" معدة للتفجير داخل شقة هولمز. ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن قائد الشرطة ان شقة مطلق النار كانت مليئة "بمواد متفجرة او سريعة الاشتعال". وفي واشنطن امر الرئيس باراك اوباما بتنكيس الاعلام فوق جميع المباني العامة والبعثات الدبلوماسية والقواعد العسكرية حتى مساء 25 يوليو حدادا على ضحايا كولورادو، كما اعلن البيت الابيض. ويشمل هذا الامر ايضا اساطيل البحرية الاميركية كما اوضح اوباما في مرسوم صدر بعيد عودته الى واشنطن من فلوريدا (جنوب شرق) قاطعا جولة انتخابية بسبب هذه المأساة. وكان اوباما اكد في وقت سابق ان اطلاق النار "العبثي" الذي وقع في صالة سينما بولاية كولورادو "يذكرنا بما يوحدنا كاميركيين"، داعيا الى "يوم صلاة وتأمل". وقال اوباما في فورت مايرز (فلوريدا، جنوب شرق) في كلمة مقتضبة بدلا من خطاب كان سيلقيه في اطار حملته الرئاسية، "هذا الصباح تبلغنا عندما استيقظنا بخبر مأساة تذكرنا جميعا بما يوحدنا كاميركيين". واضاف اوباما الذي كان يرتدي بزة سوداء وربطة عنق رمادية "لا معنى لهذا الكم من العنف ولهذا الكم من المآسي". وقال كريس جونز الذي كان في صالة السينما ان اطلاق النار بدأ بعد 20 الى 30 دقيقة من بداية عرض الفيلم. واضاف لتلفزيون محلي "بدأ الناس يسقطون. وانبطحنا على الارض حتى لا يصيبنا الطلقات". وتابع "اعتقدت ان تلك العاب نارية لوجود دخان. وبعد ذلك سمعت صوت طلقات. ولم يتوقف المسلح لاعادة تعبئة سلاحه. وتواصل اطلاق النار". وقالت ان الطلقات اخترقت جدار الصالة واصابت اشخاصا في الصالة المجاورة، مضيفا انه اثناء خروجه من الصالة كانت الشرطة قد وصلت الى المبنى. وقال شهود عيان ان حالة الفوضى التي سادت تشبه تلك التي تصورها افلام الرجل الوطواط حيث يقوم شريرون مهووسون بارهاب مدينة غوثام سيتي، ما يشير الى ان المسلح استلهم فكرة الهجوم من تلك الافلام. وقالوا ان العديد من المشاهدين جاؤوا الى قاعة السينما وهم يرتدون الازياء التنكرية ما سمح للمسلح بالاندماج بينهم وهو ما جعل القبض عليه صعبا. وقال شاهد العيان بنجامين فيرنانديز (30 عاما) لصحيفة "دنفر بوست" انه كان يشاهد الفيلم عندما سمع سلسلة من الانفجارات. واضاف انه فر من صالة السينما وانه سمع طلقات نارية بينما كان رجال الشرطة يصيحون "انبطحوا". وقال شاهد عيان اخر يدعى جاك انه خلال احد مشاهد الحركة سمع صوت يشبه صوت الالعاب النارية، الا ان الناس اعتقدوا انه يخرج من الفيلم. واضاف لتلفزيون ايه بي سي "لذلك واصلوا التفرج على الفيلم لفترة وجيزة"، وبعد ذلك اتضح ان مسلحا حقيقيا يطلق الناس في القاعة. واضاف "انتاب الفزع الجميع لان الناس اصيبوا". واوروا قريبة من كولومباين حيث اوقع اطلاق النار في العام 1999 داخل المدرسة الثانوية فيها 13 قتيلا و24 جريحا.