واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - افادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الادارة الأميركية أعدت خطة لنقل مهمات القتال في بعض مناطق افغانستان الى القوات الافغانية خلال فترة تمتد بين 18 شهراً وسنتين، فيما أكد ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص الى باكستانوافغانستان ان القمة التي يعقدها الحلف الاطلسي (ناتو) في لشبونة الجمعة المقبل «ستشكل نقطة تحول في الحرب الأفغانية عبر تحديد استراتيجية موقتة، وموعد مستهدف نهاية 2014 لتولي كابول مسؤولية القيادة الأمنية». ويأتي التقرير عن الخطة الرامية الى خفض المهمات القتالية للقوات الأجنبية في افغانستان، وصولاً الى انهائها العام 2014، كما اوضحت الصحيفة، غداة مطالبة الرئيس الافغاني حميد كارزاي الولاياتالمتحدة بخفض «تدخلات» جنودها في بلاده، وعملياتهم التي تثير استياء مواطنيه. وردت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على كارزاي مؤكدة أن تنفيذ قوات بلادها عمليات تستند إلى معلومات استخبارات توجه بدقة ضد مسلحين بارزين وشبكاتهم «أمر أساسي في عملياتنا المدنية العسكرية الشاملة». اما قائد القوات «الأطلسية» في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس فأبدى «دهشته وخيبته» من تصريحات الرئيس الافغاني، محذراً من امكان تقويضها التقدم الذي تحقق ضد تمرد تقوده حركة «طالبان». واشارت صحيفة «واشنطن بوست» الى استياء بترايوس من تعارض تصريحات كارزاي مع استراتيجية التحالف لاستهداف مسلحي «طالبان» وقتلهم، جعله يتخلف عن حضور اجتماع كان مقرراً مع كارزاي اول من امس. لكن مسؤولاً عسكرياً بارزاً في الحلف نفى انباء عن تهديد بترايوس بالاستقالة بسبب الخلاف مع الرئيس الأفغاني. وكشفت الصحيفة ان بترايوس التقى اشرف غاني، رئيس جهاز التخطيط والانتقال الافغاني، وابلغه ان القوات الأميركية لن تستطيع، بعد تصريحات كارزاي، تنفيذ عمليات عسكرية في شكل فاعل. في غضون ذلك، أكد هولبروك ان القمة المقبلة ل «الأطلسي» ستشكل «نقطة تحول» في تقويم الحرب في افغانستان، إذ تضع خريطة طريق يمكن ان تنهي عمليات القتال بحلول عام 2014 و»لكن من دون ان يتزيل الوجود الدولي في افغانستان». وقال في إسلام آباد: «نملك استراتيجية انتقالية، لا استراتيجية خروج». وزاد ان عام 2014 لن يكرر سيناريو عام 1989 حين غادر الاتحاد السوفياتي أفغانستان مهزوماً، وأدار الغرب ظهره لها وتركها في حال مواجهة عسكرية بين التشدد الاسلامي والحرب الأهلية، ما ادى الى ظهور «طالبان» ثم انتقال تنظيم «القاعدة» الى الأراضي الأفغانية. واضاف: «ما حدث عام 1989 شكل خطاً مستقيماً الى اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، وصولاً الى حالنا اليوم، وكتب أكثر الروايات غرابة لنتائج غير مقصودة في تاريخ السياسة الخارجية الاميركية». الملا عمر وفي بيان لتهنئة المسلمين بعيد الأضحى المبارك، ارسل عبر البريد الالكتروني الى وسائل اعلام، كرر زعيم «طالبان» الملا محمد عمر ان المعلومات عن محادثات سلام بين الحركة والحكومة الافغانية «اشاعات جوفاء»، مؤكداً ان تعزيز قوات التحالف «غير مجدٍ». ورأى في البيان الذي حمل عنوان «حول اشاعات الأميركيين عن المحادثات» ان «الاعداء يريدون من هذه الاعلانات الرمزية اخفاء هزيمتهم في افغانستان وراء سرابٍ من الآمال لشعوبهم المخدوعة». واضاف: «اقتربت اللحظات الأخيرة لهزيمة العدو المعتدي الذي بات في حال انسحاب وحصار، وتزداد خسائره يوماً بعد يوم، ما يجبره على رفع شعارات الصلح والمحادثات لتخفيف الضغط العسكري عليه». وحمل الملا عمر على حكومة كارزاي التي وصفها بأنها «ادارة عميلة اوجدها الاجانب، ولا رغبة لديها في قيادة البلد نحو الازدهار»، مشيرا الى أن «اوضاع الشعب والبلد تتجه نحو السوء».