هل من الممكن أن نفاجأ بإصدار القضاء المصري الحكم بمنع عرض مسلسلات رمضانية أو وقف عرض أعمال بعد عرضها ببضعة أيام؟ سؤال فرض نفسه بشدة اذا ما نظرنا الى الكمّ غير المسبوق من الدعاوى القضائية التي أقيمت ضد عدد كبير من الأعمال الرمضانية. ويأتى في مقدمها مسلسل «الزوجة الرابعة» بطولة مصطفى شعبان ودرة، إذ رفع المؤلف أحمد الإبياري دعوى قضائية وكذلك تقدم بشكوى لنقابة المهن السينمائية طالب فيها بالاطلاع على السيناريو الذي كتبه أحمد عبدالفتاح للتأكد من عدم تشابهه مع الافلام التي كتبها والده المبدع الراحل أبوالسعود الإبياري مثل «الزوجة السابعة» و«الزوجة رقم 13» وأرسل كاتب السيناريو بعض حلقات المسلسل إلى لجنة الطوارئ وما زال التحقيق جارياً. وليست هذه الأزمة الوحيدة التي ظهرت خلف كواليس المسلسل وهددت بعدم عرضه، فهناك أزمة ثانية متعلقة بالشجار العنيف الذي وقع بين المخرج مجدي الهواري ومدير التصوير أحمد حسين أثناء التصوير، ووصل لإعلان حسين انسحابه من العمل قبل احتواء الأزمة بصعوبة لتعقبها مجموعة من الأزمات الأخرى بسبب مشاكل انتاجية وغير إنتاجية. وعلى رغم الانتهاء من تصوير ثلثي مسلسل «أم الصابرين» بطولة رانيا محمود ياسين والذي يتناول قصة حياة الداعية زينب الغزالي إلا أن الأزمة لا تزال محتدمة بين صنّاع العمل وورثة الداعية الراحلة الذين طلبوا في البداية مليون جنيه مقابل استخدام سيرتها الذاتية ثم تطورت الأزمة إلى أمور أخرى خاصة بالسيناريو من دون ان تحلّ الأزمة حتى الآن. بينما واجه مسلسل «باب الخلق» للفنان محمود عبدالعزيز أزمة من نوع مختلف، بخاصة تيتر المسلسل، اذ عبّر الشاعر محمد البوغة عن غضبه بنسبة (التيتر) الى الشاعر أيمن بهجت قمر. وبعدما انتشر الموضوع على نطاق واسع في الصحف والمواقع، احتوى الملحن محمود الخيامي الأزمة بعيدا من القضاء، اذ نشر رسالة على صفحته الرسمية، قال فيها: «يا جماعة للتوضيح أغنية «إعمل عبيط» أغنية تتر مسلسل «باب الخلق» للفنان محمود عبدالعزيز، كلمات الشاعر محمد البوغة، ألحان محمود الخيامي، توزيع نادر حمدي، غناء فرقة واما، وانتشر بالغلط أنها كلمات الصديق أيمن بهجت قمر... بالغلط». كما تجددت الخلافات مرة أخرى بين شركة بانوراما دراما المنتجة لمسلسل «الإخوة أعداء» وبين كاتب السيناريو جابر عبدالسلام صاحب المعالجة الدرامية للعمل بسبب عدم وضع اسمه على شارة المسلسل تحت مسمى إعداد. وتطور الأمر بسرعة وصلت إلى رفع عبدالسلام دعوى قضائية تحت رقم 1490 «جنح قصر النيل» ضد الشركة المنتجة وضد مؤلف العمل شريف حلمي يطالب فيها بوقف عرض المسلسل والحصول على حقوقه الأدبية والمادية. وأكد أن أسباب الخلاف بدأت عندما توجه إلى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ليُفاجأ بأن الممثل شريف حلمي مع ممثلي شركة «بانوراما» تحايلوا على القوانين، إذ قدموا «سيناريو» جديداً للمسلسل يحمل اسم شريف حلمي كمؤلف من دون وضع اسمه الى جانبه كصاحب القصة، كما هو متفق عليه في التنازل بينهما. لكنّ رئيسة قسم قراءة السيناريوات مها سعد رفضت استلام النص، لأن الشركة كانت تقدمت به في 23 شباط (فبراير) الماضي باسم إعداد ومعالجة جابر عبدالسلام وشريف حلمي، وبالتالي لا يصح وجود عملين متطابقين في الاسم والفكرة في وقت واحد، ما أدى إلى تصاعد الأزمة وصولاً الى التهديد الذي طاول العمل بعدم العرض والتسويق في حال إصرار الشركة على موقفها بخاصة بعد تهديد المؤلف بتصعيد الأمر الى النائب العام. المسلسل من بطولة صلاح السعدني وعلا غانم وفتحي عبدالوهاب وأحمد رزق ولقاء الخميسي ودينا فؤاد وإخراج محمد النقلي. الأزمة ذاتها تكررت خلف كواليس مسلسل «الأخت تريزا» بطولة حنان ترك، إذ رفع المؤلف حسين أبو شبيكة دعوى قضائية طالب فيها بوقف تصوير المسلسل وعدم عرضه في رمضان بدعوى أنه صاحب القصة الأساسية للعمل. كما أشار إلى أنه تقدم لقطاع الانتاج بطلب لتنفيذها عام 2005 أي قبل سبعة أعوام من الآن بعنوان مختلف واتهم في دعواه مؤلفي المسلسل بلال فضل وهشام أبوالمكارم وحمدي عبدالرحيم بالسطو على فكرته. ومن المنتظر أن يحسم القضاء هذه الأزمة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أن تم الاطلاع على مذكرة حسين أبو شبيكة ومقارنة السيناريو الخاص به بالسيناريو الجديد. وبسؤالنا لمخرج المسلسل حسام الجوهري، علّق قائلاً إن معدل تصوير المسلسل يسير كما هو دون أي تأثر بهذه الأزمة، اذ تم الانتهاء من تصوير 90 في المئة تقريباً من أحداثه والفيصل في النهاية للقضاء. وتؤكد مصادر خلف كواليس مسلسل «ميراث الريح» (بطولة محمود حميدة وسمية الخشاب) خروجه من السباق الرمضاني على خلفية المشاكل التي تفجرت بين محمود حميدة والمخرج يوسف شرف الدين إذ اتهم حميدة المخرج بمجاملة سمية الخشاب ومضاعفة مشاهدها على حساب مشاهده ليتطور الأمر لمشكلات وشكاوى أدت إلى توقف تصوير العمل مرات. وهو ما حدث خلف كواليس مسلسل «حفيد عز الدين» (بطولة أشرف عبدالباقي) الذي واجه في البداية أزمة شديدة بعدما تردد أنه يتناول قصة حياة أحمد عز إمبراطور الحديد وأمين تنظيم الحزب الوطني المنحل. لكن صنّاع العمل نفوا ذلك، ومع بدء التصوير تفجرت مجموعة من المشكلات مثل السيولة المادية وغيرها وكان من نتيجته خروج العمل من السباق الرمضاني. وبسبب الدعاوى القضائية الكثيرة بين المخرج أحمد عاطف والمنتج محمد فوزي خرج مسلسل «الصعايدة جبال الصبر» من السباق الرمضاني، إذ كان عاطف تعاقده على إخراجه ثم فوجئ بالمنتج يقرر استبعاده وإسناده للمخرج حسني صالح ما كان من نتيجته تعثر تنفيذ العمل. كما واجه مسلسل «المزرعة»، الذي كان يترقب الجمهور مشاهدته في سباق هذا العام لتناوله حياة مساجين مزرعة طرة من الساسة السابقين، أزمة عنيفة بعد اتهام الصحافي محمد عيداروس لكاتب السيناريو محسن الجلاد بسرقة الفكرة منه من كتابه الذي يحمل عنوان «متجمعين في طرة». ونفى الجلاد الاتهام جملة وتفصيلاً وقال إن عيداروس يروّج لكتابه بهذا الاتهام. وأضاف أن سيناريو المسلسل مكتوب منذ فترة طويلة وقدمه إلى جهاز الرقابة على المصنفات قبل 25 يوماً من طرح عيداروس لكتابه ولا تزال الأزمة مستمرة.