شدد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان على «ضرورة إيلاء الاستحقاق الرئاسي كلّ الجهد لإخراجه من حال الجمود التي تستجدي كلّ ما يتعارض مع الدستور وترتب على اللبنانيين المزيد من الأضرار السياسية، الأمنية والاقتصادية». ورأى خلال استقباله رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، ثم وزير الزراعة أكرم شهيب ووزير الصحة وائل أبو فاعور أنه «لا يُمكن لمنطق الإرهاب أن ينتصر على رغم كلّ المجازر التي يرتكبها في حقّ الاعتدال والشعوب الأصيلة التي أغنت التاريخ بعراقتها»، معتبراً أن «ما فعلته التنظيمات الإرهابية وخصوصاً في العراق، يستدعي توحيد كلّ الجهود لكبحه لأنه حاول وسيحاول من جديد أن يفرض نفسه أمراً واقعاً، تارةً من خلال إزالة الحدود وتارةً أخرى من خلال التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي غير المقبول إطلاقاً». وقال السنيورة: «ما زلنا نعاني من مشكلة أساسية وهي الشغور في موقع الرئاسة». وأضاف: «لبنان في حاجة إلى رئيس قوي ونفهم بذلك أنه الرئيس الذي يستطيع أن تكون لديه القدرة القيادية ورؤية للبنان وان يحترم الدستور وان يأتي بمختلف الفرقاء الى مواقع مشتركة وان يحظى بقبول وتأييد من مختلف الفرقاء اللبنانيين». ورأى ان «ما نحتاجه هو رئيس قوي بهذه الميزات اذ لم يعد ممكناً الاستمرار بهذا الفراغ الذي نتج من عدم القدرة حتى الآن ومن تعطيل فئة من اللبنانيين لجلسات المجلس النيابي». وأوضح أن «البحث مع الرئيس سليمان جرى بشكل معمق في هذا الشأن، كما جرى البحث في العديد من الأمور المتعلقة بالمخاطر التي تكتنف هذه المرحلة، والأهمية التي نوليها للدعم الذي حصل للبنان من المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بدعم الجيش اللبناني وبالموقف الذي عبرت عنه فئات عدة من اللبنانيين، لا سيما تيار المستقبل لموقفه الجازم والحازم بإدانة كل الحملات التي تعرضت لها الدولة وتعرض لها الجيش وقوى الأمن اللبنانية، موقفنا هو رفض كل التطرف من أي جهة كان ورفض كل أنواع الغلو، مع الدعوة إلى الاعتدال». وقال السنيورة رداً على سؤال: «كل يوم هو أولوية لانتخاب رئيس، لقد أصبح واضحاً أن ما هو مطروح الآن «مش ماشي» وبالتالي يجب أن نفكر بعقلانية وانفتاح وبرغبة حقيقية بإيجاد الحل الذي يستطيع تأمين توافق معظم مكونات المجتمع اللبناني وليس تأمين مصالح فريق من دون فريق آخر وبالتالي الاستمرار في الإنكار لهذه الحقيقة سيكون نتيجتها وبال على اللبنانيين». وعن التمديد للمجلس النيابي، أجاب: «أعتقد أن جميع النواب ليس لديهم أي رغبة حقيقية في التمديد لأن هذه الوكالة التي حصلوا عليها من المواطنين هي محدودة لأربع سنوات الأمر الذي لم نستطع أن نلتزم به في المرة الماضية واضطررنا للتمديد للمجلس، نحن الآن نمر بمرحلة مماثلة، وكنا نريد لو نستطيع أن نؤمن انتخابات نيابية صحيحة، لكننا نحن الآن في موقع صعب والأولوية يجب أن تكون انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي السير باتجاه إجراء الانتخابات النيابية لكن الظروف الأمنية التي تحدث عنها وزير الداخلية وآخرون تجعل هذا الأمر فيه بعض الصعوبات وأيضاً التداعيات الدستورية التي يمكن أن تنجم بما يشكل أيضاً إشكالية لهذا الأمر وتطبيقه. بناء على ذلك قد نكون مضطرين للجوء إلى عملية التمديد للمجلس النيابي ولكن على أن تكون محددة لفترة يجب أن نلتزم بها في انتخاب رئيس، هذا الموضوع يجب أن تكون له الأولوية على أي أمر آخر، علينا النظر إليه بشكل واقعي لا أن نتقاذف الكرة، وعلينا أيضاً ككتل نيابية أن نتحمل هذا العبء سوية لا أن نتكلم بشيء ونضمر الشيء الآخر كمن يلعب البليار». أما أبو فاعور فقال بعد اللقاء: «الأولوية السياسية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، للأسف من المحزن أن لا يرف جفن لبعض القوى السياسية التي لا يحركها ما حصل في عرسال ولا المخاطر الكبيرة المحيطة بنا. هي قوى لديها قصور كبير في مسؤولياتها الوطنية، وعبثاً نتنظر أن تهب رياح التسوية الخارجية، لأن القرار في أيدي اللبنانيين كما قال الرئيس نبيه بري»، مشيراً إلى أن «التمديد للمجلس النيابي هو بدافع الخوف من الفراغ الكامل في المؤسسات».