تفاعلت في إيران أمس، قضية مساءلة وزير العلوم والبحث العلمي رضا فرجي دانا، في الأوساط العلمية والأكاديمية ومجلس الشورى (البرلمان). ورأى منتقدو حكومة الرئيس حسن روحاني أن الأمر خطوة مهمة لوقف الانجرار وراء توجهات الإصلاحيين الذين حاولوا إعادة الاعتبار إلى أساتذة وطلاب طُردوا من جامعات، بعد الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. في المقابل، تحدث مؤيدو الحكومة عن محاولة لتوجيه ضربة لروحاني، من الحلقة الأكثر ضعفاً في حكومته، وهي وزارة العلوم، بعدما فشلت مساعيهم في ثنيه عن متابعة برنامجه السياسي، سواء داخلياً أم خارجياً. ويعتزم البرلمان أن يسائل غداً وزير العلوم القريب من التيار الإصلاحي، استناداً إلى عريضة قدّمها 51 نائباً أصولياً تطرّقت إلى 4 مسائل هي إعادة طلاب مُتهمين بالتورط بأحداث 2009، وإعادة أساتذة جامعيين محالين على التقاعد، بسبب موقفهم من الأوضاع السياسية، وتشكيل لجان لإعادة تقويم الوضع الإداري في الجامعات، وتعيين شخصين رفض البرلمان ترشيحهما لتولي وزارة العلوم، في منصب معاون ومستشار للوزير، إضافة إلى ملف يتعلق بالبعثات الدراسية إلى الخارج. وطالب فرجي دانا رئيس البرلمان علي لاريجاني إعلان أسس التهم الموجهة إليه، ل «تسهيل الردّ عليها»، فيما حض لاريجاني على إبقاء الأجواء السياسية هادئة والامتناع عن تأزيم الأوضاع «في وقت تمرّ المنطقة والعالم بظروف حساسة، خصوصاً أن البلد يدخل أجواء المفاوضات مع الدول الست» المعنية بالملف النووي الإيراني. وأعلن التكتّل البرلماني ل «السائرون على نهج الولاية» الذي يضمّ لاريجاني، تأييده إبقاء وزير العلوم في منصبه، مشيراً إلى أن الوزير سيحضر اليوم اجتماعاً للتكتّل، لاتخاذ موقفه النهائي. أما النائب المحافظ البارز علي مطهري فرأى أن من يقفون وراء مساءلة فرجي دانا يخشون الأجواء المفتوحة في الجامعات، لافتاً إلى أن الأمر مرتبط ب «منطق تفكيرهم في شأن حرية التعبير وآلية الحفاظ على النظام». ونبّه إلى ان قضية البعثات الدراسية إلى الخارج لا تخصّ وزير العلوم الحالي، بل تتعلّق بسلوك حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ودافع مطهري عن عودة الطلاب المفصولين إلى جامعاتهم. ودافع روحاني عن أداء فرجي دانا، معتبراً أنه نجح في إعادة الهدوء والنشاط العلمي إلى الجامعات الإيرانية. ورأى أن منحه الثقة مجدداً في البرلمان «سيدعم الوحدة والانسجام ويعزّز هيبة الحكومة داخلياً وإقليمياً ودولياً». على صعيد آخر (أ ب)، أعلن المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي أن جيسون رضائيان، مراسل صحيفة «واشنطن بوست»، وزوجته يغانة صالحي وصحافي آخر، محتجزون منذ الشهر الماضي ل«أسباب أمنية».