تلقّى الرئيس الايراني حسن روحاني انتقادات أمس، بعدما وصف خصومه من الأصوليين المناهضين لأي تسوية لملف طهران النووي، بأنهم «ساسة جبناء»، داعياً إياهم إلى «الذهاب إلى الجحيم». واعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أن تصريحات روحاني «لا يمكن الدفاع عنها وهي غير مقبولة»، داعياً اياه الى استخدام لهجة تنسجم مع المنصب الذي يشغله. لكنه نصح النواب ب «عدم الاهتمام بالمشكلات الصغيرة، بسبب ضخامة الصعوبات الاقتصادية في البلاد». اما حسن أبو ترابي فرد، نائب رئيس البرلمان، فرأى ان «القلق الذي يعرب عنه بعضهم» في شأن المفاوضات النووية هدفه تجنّب ابتعاد المحادثات عن «المصالح الوطنية»، ودعا روحاني الى الامتناع عن «لجم الانتقادات المفيدة». وأعلن نائب محافظ أن عشرات من النواب وقّعوا عريضة تدعو روحاني الى شرح موقفه، خلال جلسة مغلقة أمام البرلمان. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن عدد هؤلاء النواب بلغ 200 من أصل 290. وعنونت الصحف الايرانية دعوة روحاني معارضيه الى «الذهاب الي الجحيم»، ورأت صحيفة «ابتكار» الموالية للرئيس الايراني أن «روح الرئيس (السابق محمود) أحمدي نجاد دخلت جسد روحاني لبعض الوقت»، في اشارة الى الادبيات التي كان يستخدمها أحمدي نجاد. اما صحيفة «اعتماد» المؤيدة للاصلاحيين فاعتبرت أن تصريحات روحاني لا تنسجم مع سياسة الاعتدال التي ينتهجها منذ انتخابه رئيساً الصيف الماضي، وكتبت ان «وصف المنتقدين بجبناء والقول لهم الى الجحيم، ليس من مكانتكم يا سيدي الرئيس، لا سيّما انك رجل دين». وذكّرت بأن «من الانتقادات التي كنا نوجّهها لنجاد كانت تحديداً تصريحاته المفرطة التي لم تكن جديرة بمنصبه»، متسائلة: «هل كانت تصريحاتكم مختلفة»؟ وأشار المحلل السياسي الاصولي حشمت الله فلاحت بيشه الى ان «قلّة من المتخصصين الايرانيين يعتقدون بعقم السياسة الخارجية» التي ينتهجها روحاني، وزاد: «ما كان عليه ان يتحدث بهذه اللغة، لئلا يوجّه رسائل خاطئة الى المجتمع الدولي». وعلّق حسام الدين اشنا، مستشار روحاني للشؤون الثقافية، على الانتقادات قائلاً ان الرئيس روحاني «لم يكن غاضباً في تصريحاته، بمقدار ما كان واضحاً في موقفه». تزامن ذلك مع إعلان رئاسة البرلمان استلامها عريضة وقّعها 51 نائباً لمساءلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي رضا فرجي دانا، تتعلق بالسياسة التي اتبعها في الجامعات الايرانية، وتحديداً ما يتعلق بمتهمين بالمتورط بالاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. وتعتبر هذه الخطوة الأولى منذ تشكيل حكومة روحاني العام الماضي، ويُفترض أن يمثل الوزير امام المجلس خلال الأيام العشرة المقبلة. في غضون ذلك، قال روحاني إن سياسات حكومته «أضعفت» العقوبات المفروضة على طهران و «هزّت ركائزها»، مؤكداً ان «الظروف لن تعود الى ما كانت عليه». وأضاف: «إننا جديون في المفاوضات (النووية)، لكن على العالم ان يعلم ان الفرصة التي أتاحها لهم الشعب الايراني ليست أبدية».