علنت السلطات الإيرانية أمس، مقتل 11 معتقلاً بحريق في سجن وسط البلاد. وقال عبد الله موسوي، وهو مسؤول قضائي، إن حريقاً شبّ الاثنين في سجن شهر إي كرد، ما أسفر عن مقتل 11 سجيناً اختناقاً، قبل السيطرة عليه، علماً أن وسائل إعلام إيرانية أوردت أن ثمة جرحى أيضاً. وأشار مسؤول العقوبات في إيران أصغر جهانكير، إلى أن الحريق كان متعمداً، لافتاً إلى تحقيق في الأمر. وتابع أن «الكاميرات سجّلت اندلاع الحريق في السجن الذي بدأه شخص عمداً، ثم نجا وعُرفت هويته». وأفاد موقع «سحام نيوز» المؤيد للمعارضة، بأن الحادث وقع عندما أحرق سجناء ملابس وفرشات، احتجاجاً على مدير السجن الذي حاول معاقبة سجناء كانوا مضربين عن الطعام. وأشار إلى أن الحراس أغلقوا الأبواب الرئيسة للسجن، ومنعوا مساعدة السجناء لدى وقوع الحريق. في غضون ذلك، أكد المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي إطلاق أحد الصحافيين الأربعة الذين اعتقلتهم السلطات في 22 تموز (يوليو) الماضي، بينهم مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان وزوجته ينغانة صالحي، وهي صحافية أيضاً. ولم يعلّق على وضع رضائيان، مكتفياً بالقول إن «التحقيق ما زال في مرحلة أولية». وأفادت معلومات بأن استخبارات «الحرس الثوري» قتلت وكيل المبنى حيث يقطن رضائيان، لدى دهم منزله، بعدما طلب من أفرادها إبراز مذكرة توقيف وبطاقة تعريف رسمية. وردّ هؤلاء بمهاجمة الرجل بمسدس صعق كهربائي، ما أدى إلى وفاته. ونُسِب إلى مسؤول إيراني قوله إن وفاة الوكيل تعقّد جهود الحكومة للإفراج عن رضائيان، لافتاً إلى أن «الحرس الثوري» هدّد عائلة الوكيل بوجوب التزام الصمت في هذا الصدد. في السياق ذاته، اعتبرت الباحثة الإيرانية هالة إسفندياري، مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد وودرو ويلسون في واشنطن، أن رضائيان لم يُعتقل بسبب أي شيء كتبه، «ولكن لأن المتشددين بين النخبة الحاكمة في إيران يسعون إلى إحراج الرئيس حسن روحاني وإضعافه». وكتبت في صحيفة «نيويورك تايمز»: «منذ انتخاب روحاني في حزيران (يونيو) 2013، سعى أفراد في أجهزة الاستخبارات الإيرانية والقضاء والحرس الثوري، إلى تقويضه وجدول أعماله (المستند إلى) البراغماتية والإصلاح»، معتبرة أن «حالة رضائيان تنطوي على أكثر بكثير من مجرّد صحافي وزوجته، إذ إن المتشددين غاضبون خصوصاً من محاولة روحاني إعادة دمج إيران في المجتمع الدولي». وذكّرت بمحاكمة 13 إيرانياً يهودياً عام 1999، خلال عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، لاتهامهم ب «التجسس» لمصلحة الدولة العبرية و «الاستكبار العالمي»، مشيرة إلى أن الأمر أضعف خاتمي. رفسنجاني على صعيد آخر، اعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، أن «إثارة الفرقة والشقاق بين المسلمين يشكّل خطأ ضخماً وجهلاً سياسياً». وأضاف خلال لقائه شخصيات دينية وسياسية واجتماعية وثقافية من أهل السنّة في إيران: «مطالبكم لا تتنافى مع المبادئ الشيعية والوطنية، ونحن جميعاً نفكر في عزة الإسلام وكرامته، لكن بعضهم يذكي نار الخلافات المذهبية». ورأى أن «التطرف المذهبي» يشكّل «المشكلة الأساسية التي يعاني منها العالم الإسلامي»، مشدداً على أن «سياسة إيران قائمة على الدفاع عن كل المذاهب والأديان». واعتبر أن «بعض التصرّفات المناقضة لهذا الأمر نابعة من اجتهادات شخصية، وحاقدة أحياناً، لاستفزاز القوميات وتأجيج الخلافات في ما بينها».