كشفت معلومات أمس إن وسطاء الاتحاد الأفريقي يرتّبون لعقد لقاء جديد بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت السبت المقبل في أديس أبابا لإقرار خطوات عملية تقنع مجلس الأمن الدولي بتقدم محادثات دولتيهما قبل انتهاء المهلة التي حددها المجلس. وكان البشير وسلفاكير عقدا السبت الماضي في أديس أبابا أول لقاء بينهما منذ المعارك التي دارت بين جيشي البلدين الجارين في منطقة هجليج الشمالية في نيسان (أبريل) الماضي. ونقلت تقارير عن وسيط أفريقي إن مطلع الأسبوع الأخير من الشهر الجاري قد يشهد اجتماعاً رئاسياً، موضحاً أن الأمر يخص ترتيبات ومقترحات اتفق عليها الطرفان في الجولة الماضية. وربط مسؤول حكومي سوداني عقد اللقاء بالتقدم في الملفات التفاوضية المفتوحة بين الجانبين حالياً، وامتنع عن كشف ما سيدور في اللقاء، لكنه لفت إلى أن نتائج القمة المنتظرة ستكون إيجابية بشكل مبدئي في انتظار ما ستسفر عنه محادثات ما تبقى من ملفات خلال الأيام القليلة المتبقية بهدف إنقاذ الدولتين من الانهيار. ولم يستبعد توقيعاً بالأحرف الأولى على بعض الاتفاقات. وقال مسؤول بارز في فريق دولة جنوب السودان المفاوض إن الأطراف عاكفة على درس وإعداد حلول متكاملة للقضايا العالقة. وتابع: «نعمل على إعداد اتفاقات لتقديمها للرئيسين». وأمهل مجلس الأمن دولتي السودان وجنوب السودان حتى 2 آب (أغسطس) لتسوية القضايا العالقة وهدد بفرض عقوبات على الطرف الذي يتحمل مسؤولية عرقلة المحادثات بينهما. إلى ذلك، فضّت الشرطة السودانية بالقوة ليل الثلثاء تظاهرة لطالبات جامعة الخرطوم، كما فرّقت قوات أخرى بلباس مدني مجموعة من أسر المعتقلين والمعتقلات الذين قرروا تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر جهاز الأمن للمطالبة بإطلاقهم. وقال شهود إن الأجهزة الحكومية ألقت القبض على عدد من ذوي المعتقلين قبل اقتيادهم إلى جهات مجهولة. كما منعت الشرطة أيضاً طلاب جامعة السودان من الخروج إلى الشارع عقب تنظيمهم تظاهرة داخل الجامعة. وكانت جامعة الخرطوم شهدت احتجاجات وأعمال عنف متواصلة بين الطلاب والشرطة امتدت ثلاثة أسابيع بسبب رفض الطلاب «خطة تقشف» حكومية، قبل أن تنتقل الاحتجاجات إلى المساجد وبعض المدن في الولايات. وتحولت الاحتجاجات على «خطة التقشف» إلى تظاهرات طالبت بإسقاط النظام، واجهتها الأجهزة الرسمية بعنف وصفته المعارضة بالمفرط. وفي السياق ذاته، وصف زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي الحالة السودانية بأنها «بلغت الآن أقصى مداها من السوء ما أدى إلى انطلاق عدد كبير من أجندات الإطاحة بالنظام الحاكم». ودعا خلال منتدى صحافي أمس إلى «نظام جديد يحقق سلاماً عادلاً شاملاً وتحولاً ديموقراطياً كاملاً»، مشيراً إلى أنه بدأ اتصالات مع القوى السياسية في هذا الشأن. على صعيد آخر، اعترف وزير الثقافة والإعلام الجديد أحمد بلال بأن الصحافة السودانية تعاني أزمة خانقة ومخيفة بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الدولة، بينما نعى رؤساء التحرير صحفهم، مؤكدين أنها مهددة بالتوقف والانهيار بسبب ارتفاع أسعار الورق وتكاليف الطباعة والرقابة الأمنية التي أثرت على صدقيتها. ووعد وزير الإعلام خلال لقاء مع رؤساء الصحف بتحسين وضع الصحافة في البلاد ودرس حل الأزمة المتعلقة بفرض الضرائب. وأضاف أن المجتمع من غير صحافة مهدد بالاستلاب الثقافي والفكري، وقال إنه لا يرغب في أن تتوقف الصحف في عهده. وفي المقابل، نعى رؤساء تحرير صحفهم، مؤكدين أنها مهددة بالتوقف بعد عطلة عيد الفطر المقبل مباشرة بسبب ارتفاع أسعار الورق وارتفاع تكاليف الطباعة والتشغيل والرسوم الباهظة والضرائب، وطالبوا برفع الرقابة المفروضة عليها لأنها «مهينة» وتفقدها صدقيتها.