توقع وسطاء الاتحاد الأفريقي حدوث اختراق في المحادثات البطيئة بين الخرطوموجوبا في شأن القضايا العالقة بينهما بعد لقاء جمع رئيسي السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميادريت في أديس أبابا على هامش القمة الأفريقية. وذلك للمرة الأولى منذ اقترب البلدان من شفا حرب شاملة قبل نحو أربعة شهور بسبب خلافات على الحدود وإيرادات النفط. وأكدت مصادر سودانية وجنوبية متطابقة أن لقاء البشير وسلفاكير جرى بمبادرة من وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم حسين وكبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم، بعيداً من الوساطة الأفريقية. وأفيد بأن اللقاء «اتسم بالصراحة، وطرح كل رئيس ما يحمله على الآخر، واتفقا على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة». وحضر بداية اللقاء من جانب السودان وزراء الدفاع وشؤون رئاسة الجمهورية بكري صالح والخارجية علي كرتي، ومن دولة الجنوب أموم ووزير شؤون مجلس الوزراء دينق ألور، قبل أن يتحول الى لقاء مغلق بين الرئيسين استمر أكثر من ساعة. واعتبر كرتي أن «اللقاء سيسهم في مساعدة المفاوضين في البلدين على تجاوز الكثير من العقبات وعلى الأقل العقبات النفسية التي كانت تحول دون الوصول إلى حلول». وأضاف أن النقاش بين الرئيسين كان «ودياً وصريحاً، ودرس العقبات التي تواجه المفاوضات إلى جانب المشاكل التي يعاني منها السودان جراء استضافة الجنوب لعدد من الحركات المسلحة». أما أموم فقال أن اللقاء ليست له علاقة بالاتحاد الأفريقي إنما تم بمبادرة منه وجدت القبول من الرئيسين، مضيفاً أن «ما أنجز سوداني مئة في المئة» ومن شأنه تحسين الأجواء بين الدولتين. ولفت إلى أن الرئيسين «اتفقا وأصدرا أوامرهما إلى فريقيهما المتفاوضين بتسريع المحادثات واتخاذ قرارات جريئة في المجالات الرئيسة، إضافة إلى التوصل إلى اتفاقات في شأن كل القضايا العالقة». ورأى أنه «توجد الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق عادل يغلق فيه الجانبان فصل العداء»، مؤكداً استعداد جنوب السودان لاستئناف إنتاج النفط «إذا كان هناك اتفاق عادل وضمان بألا يكون هناك تحويل للنفط». وأضاف أن سلفاكير أوضح خلال الاجتماع أن اهتمامه الاستراتيجي هو تطوير علاقات التعاون السلمي مع كل جيران جنوب السودان. وكان من المتوقع أن يعقد البشير وسلفاكير قمة في الثالث من نيسان (أبريل) الماضي في جوبا، لكنها ألغيت بسبب المعارك العنيفة التي اندلعت بين البلدين في نهاية آذار (مارس) الماضي في منطقة هجليج النفطية. إلى ذلك، أعلنت الخرطوم أمس إطلاق سراح الصحافية المصرية شيماء عادل التي احتجزتها أجهزة أمنية قبل 11 يوماً خلال تغطيتها الاحتجاجات الشعبية في البلاد، بعد لقاء جمع البشير والرئيس المصري محمد مرسي في أديس ابابا. وقال وزير الخارجية السوداني إن لقاء البشير ومرسي جاء لتهنئة الأخير بفوزه في الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن اللقاء «تناول كيفية تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصاً في المجال الزراعي». من جهة أخرى، قال زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إن الاحتجاجات الشعبية الراهنة في السودان «تعبير مشروع ضد سياسات ظالمة تحمل المواطنين نتائج اخطاء ارتكبتها الحكومة»، مشيراً إلى سلمية التظاهرات «سيما وأن القائمين بها عُزل ويمارسون حقوقاً دستورية تدعمها المواثيق الدولية «. وطالب المهدي في بيان ب «إطلاق سراح كل المعتقلين الذين اقتيدوا اثناء الاحتجاجات، اومحاكمتهم في حال وجدت ضدهم أدلة اتهامية». وناشد المحامين السودانيين «تكوين منبر نقابي حر والمطالبة جماعياً بإطلاق المعتقلين والمعتقلات للدفاع عنهم في حال مثولهم للمحاكمة». وتشهد مناطق متفرقة من السودان منذ نحو شهر تظاهرات متفرقة للاحتجاج على خطة تقشف حكومية تضمن رفع الدعم عن سلع عدة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة منذ انفصال الجنوب وتوقف ضخ النفط بسبب خلافات حكومتي الخرطوموجوبا.