تبلغ المعاناة ذروتها في قصة الكاشيرة المفصولة سميرة يماني المطلقة، والتي تعول أسرة مكونة من ثلاث فتيات وصبي مريض، وأسرتها تخلت عنها جراء إصرارها على الاحتفاظ بأبنائها بعد الطلاق. وبدأت سميرة يماني مسيرة حياتها العملية في وظيفة «عاملة نظافة» في مستوصف صحي، إذ كانت تغسل حمامات المستوصف، وممراته، وبراتب شهري لا يتجاوز ال 600 ريال، مضيفة «في أحد الأيام، رأتني سيدة، وأشفقت عليّ، ووفرت لي وظيفة بائعة في مقصف مدرسي، بيد أن هذه الوظيفة لم تدم طويلاً بعد انتهاء عقد الشركة». وأضافت «وحين علمت بالوظائف المقدمة من المركز التجاري ذهبت وأنا أحمل كل هموم الدنيا وراضية بأي دخل مادي، فقط أريد أن أعيش حتى فوجئت بنبأ إيقافنا عن العمل بداعي الاختلاط، وهكذا عدت إلى دوامة الضياع، ولا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل». من جهتها، تفيد الكاشيرة السابقة خيرية محمد بأن الحاجة من دفعتها للعمل وإن كان كاشيرة، إذ ليس أمامها خيار آخر، وبالأخص بعد عدم حصولها على وظيفة حكومية بعد تخرجها من الكلية. وأضافت «أمي متوفاة، وأبي بالكاد يوفر قوت يومنا، وأحببت أن أساعده وأساعد نفسي لكن مع الأسف حتى حافز تم قطعه عني، كما أني أعاني من مشكلات مرضية تتعلق بالجلدية، ومصروفات العلاج باهظة، ولكني أفوض أمري إلى الله».