تنازلت «كاشيرات مكة» اللائي أوقفن من العمل من جانب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العاصمة المقدسة بداعي الاختلاط، عن قضيتهن أمام مكتب العمل أمس مقابل صرف حقوقهن المتبقية الثلثاء المقبل. وعقد مكتب العمل جلسة صباح أمس للنظر في شكوى «كاشيرات مكة» التي وُجهت ضد إدارة المركز بسبب استبعادها للكاشيرات بناء على طلب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ خيرت إدارة المركز العاملات المسرحات إما الانتظار من دون مستحقات مالية، أو توقيع ورقة إخلاء طرف. وكشفت إحدى الكاشيرات (تحتفظ «الحياة» باسمها)، أن لجنة النزاعات العمالية لدى مكتب العمل ألزمت إدارة المتجر بدفع جميع مستحقات العاملات المفصولات من تاريخ إيقافهن عن العمل حتى يوم الجلسة، وإعطائهن شهادات التدريب العملي والدورات التي حصلن عليها أثناء عملهن. وأضافت الكاشيرة: «إن لجنة النزاعات العمالية لدى مكتب العمل أمهلت الإدارة إلى يوم الثلثاء المقبل لتسليمنا مستحقاتنا كافة، وكذلك تسليمنا شهادات الدورات والتدريب، وأبدى مندوب المركز الامتثال لأوامر مكتب العمل». وأوضحت الكاشيرة أنها اتفقت وزميلاتها برفع قضية على المحتسب الذي شهّر بهن من خلال تصويره لهن ونشرها في الإنترنت، مؤكدة أنها تعرف اسمه ومكان عمله، وأنها ستسعى لأخذ حقها الاعتباري منه في المحكمة بتهمة التشهير بها وزميلاتها المسرحات عن العمل. وزادت: «إن إدارة المركز بقيت متجاوبة مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على رغم أن وجودنا من عدمه ليس من اختصاصها، إضافة إلى قانونية عملنا ومرجعيته النظامية لمكتب العمل، وكان بالإمكان رجوع الهيئة إلى مكتب العمل من دون المساس بأرزاقنا». من جانبها، أكدت إحدى الكاشيرت المسرحات (تحتفظ «الحياة» باسمها) عقب جلسة مكتب العمل أنها راضية عما صدر من لجنة المنازعات العمالية بخصوص قضيتهن، مضيفة: «إن فكرة عودتنا إلى العمل تبدو مستحيلة وسط رفض وامتناع الزميلات، إذ إن العمل سبب لنا مشكلات اجتماعية بدأت بتصرف همجي من المحتسبين حينما اختلقوا أحاديث كاذبة حول عملنا، تبعتها ردة فعل غير مسؤولة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانهزامية من إدارة المركز التي انصاعت للهيئة». وأبدت الكاشيرة فخرها بهذه التجربة، معتبرةً أن ما قامت به هو كفاح، وأنها لم تندم يوماً على خطوة الإقدام على العمل، لافتةً إلى أن ما أحبطها هي إدارة المركز التي لم تكلف نفسها عناء الدفاع عن موظفاتها، مبينة أنها مستعدة للعمل «كاشيرة» في أي مركز آخر. ونوهت بأن كثيراً من المجمعات التجارية لقيت اعتراضاً من الهيئة على عمل «الكاشيرات»، ولكن لم يلق اعتراض الهيئة أي اعتبار وفقاً لرواية إحدى زميلاتها العاملات في متجر آخر في مكة.