واصل وفدا التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان محادثاتهما في مدينة بحر دار الإثيوبية أمس، ودخلا في اجتماعات منفصلة مع الآلية الرفيعة المستوى برئاسة ثامبو مبيكي، قبل أن يلتقيا بعيداً عن الوساطة. وكشف وسطاء عن صفقة طرحها الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت على نظيره السوداني عمر البشير لتسوية القضايا العالقة بين بلديهما. وناقش لقاء ضم من جانب السودان رئيس اللجنة العسكرية السياسية وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين ورئيس وفد التفاوض إدريس عبدالقادر والسفير مطرف صديق، ومن جنوب السودان وزير الدفاع جون كونق وكبير المفاوضين باقان أموم ووزير رئاسة الجمهورية دينق ألور، القضايا المطروحة وكيفية إحداث اختراق خلال أيام. وقال مسؤول في فريق وسطاء الاتحاد الأفريقي إن الطرفين أطلعا الوساطة على نتائج قمة البشير وسلفاكير، موضحاً أن وفد جنوب السودان كشف أن سلفاكير طرح عرضاً للتعاون ومساعد جاره الشمالي. وأضاف أن عرض الجنوب تناول أيضاً مسألة عبور النفط أراضي الشمال، بجانب إجراء استفتاء في منطقة أبيي لإنهاء النزاع على تبعيتها. وقال المسؤول الأفريقي إن سلفاكير أكد للبشير جاهزيته لتبني قرارات بحل القضايا العالقة حتى يعيش السودان وجنوبه في سلام، بالإضافة إلى استعداده للوساطة من أجل إيجاد حل للنزاع القائم في ولايتي جبال النوبة والنيل الأزرق التي ينشط فيها المتمردون الشماليون الذين كانوا جزءاً من الجيش الجنوبي. وعُلم أن وفد السودان طرح ورقة لحل شامل بين الدولتين في شأن قضايا النفط وترسيم الحدود والأمن، ووعد وفد الجنوب بدرسها والرد عليها خلال يومين. كما يعتزم الوفد الجنوبي، في المقابل، طرح ورقة أخرى تحمل رؤيته لمعالجة الملفات العالقة. إلى ذلك، كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم عن حوار في شأن الثوابت الوطنية مع حزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي. وقال وزير شؤون الحكم الاتحادي المسؤول السياسي في الحزب الحاكم حسبو محمد عبدالرحمن في تصريحات أمس، إن حوار حزبه مع حزب الأمة مستمر لمناقشة ثوابت وطنية، ولم يستبعد حسبو أن يلتقي المهدي والبشير في إطار الحوار كما حدث في وقت سابق. وتعتقد قيادات معارضة أن الحزب الحاكم يريد من الحوار مع حزب المهدي في هذه المرحلة تفكيك تحالف المعارضة، وجذب أبرز مكوناته بعد التظاهرات الأخيرة ضد «خطة التقشف» ونشاط الحزب في الاحتجاجات الأسبوعية التي تخرج من مسجد طائفة الأنصار الدينية التي يستند إليها الحزب المعارض. وقال مسؤول بارز في تحالف المعارضة ل «الحياة» إن حزب المهدي «واع ولن ينجر وراء محاولات الحزب الحاكم لتدجينه، واستخدامه طوق نجاة من التظاهرات المستمرة منذ شهر مطالبة بإطاحة نظام البشير». وأكد الحزب الاتحادي الديموقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني رفضه العنف وتخريب المنشآت الحكومية وممتلكات المواطنين، لكنه ساند «التعبير السلمي عن الرأي»، مؤكداً أنه لا يُحجر على أحد حق إبداء الرأي. وقال وزير الشباب والرياضة القيادي في الحزب الاتحادي الفاتح تاج السر، في تصريحات صحافية عقب اجتماع لجنة من حزبه مع الحزب الحاكم أمس، إن الاجتماع ناقش ملفات عدة وثوابت وطنية، ولفت إلى دعوة المعارضة إلى إسقاط النظام باستغلال «خطة التقشف» الحكومية. وقال: «نحن لا ندعو إلى العنف وتخريب المنشآت الحكومية وممتلكات المواطنين، وهناك وسائل كفلها الدستور والقانون للتعبير عن الرأي».