أصبحت عودة «كاشيرات مكة» إلى أعمالهن مرهونة بخطاب من مكتب العمل موجه إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة، والتي منعتهم من العمل بحجة الاختلاط، بهدف إيضاح مشروعية عمل النساء في «الكاشير» نظامياً. وأوضحت مسؤولة قسم التوظيف النسائي في المركز التجاري شذى حداد ل «الحياة» أن بعض «الكاشيرات» ما زلن ينتظرن حسم القرار من مكتب العمل، فيما فضلت أخريات التوقيع على ورقة إخلاء الطرف للبحث عن وظيفة أخرى في ظل حاجات أسرهن خلال شهر رمضان الذي بات على الأبواب. وقالت حداد إن المركز التجاري بعث خطابات إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة، ومكتب العمل، لإيجاد حل للموقف المتأزم جراء إصرار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإيقافهن عن العمل، مضيفة «راسلنا وزارة العمل وإمارة منطقة مكةالمكرمة وأرسلنا بريداً إلكترونياً لوزير العمل، ووصلنا في صباح الثلثاء الماضي رد من مكتب وزير العمل بعد 12 يوماً من تاريخ إرسال الخطاب يؤكد أن الموضوع محل اهتمام وسيعملون على حل الموضوع». وأكدت عدم أحقية الهيئة قانونياً في إيقاف «الكاشيرات» عن العمل، معترفة أن الإدارة خيرت «الكاشيرات» بين الانتظار بلا رواتب، أو الرحيل من دون حقوق. وبينت أن إدارة المركز صرفت لهن راتب شهر جمادى الثانية الماضي، رغم أنهن لم يزاولن العمل لمدة تقارب نصف الشهر بعد إيقافهن من الهيئة، موضحة أن أربع عاملات من أصل تسع وقّعن على خطاب إخلاء طرف، وأن إدارة المركز لم تحسب لهن أي رواتب أو أي مستحقات مالية بل يبقى الخيار بين الانتظار أو إخلاء الطرف والبحث عن عمل آخر. ووعدت بإعادتهن إلى وظائفهن في حال انتهاء «الأزمة» قريباً، وأن إدارة المركز متمسكة بهن لجدارتهن والتزامهن المتناهي تجاه العمل وأخلاقهن العالية، مؤكدة أن عاملات الصندوق توظفن بطريقة رسمية وكانت إدارة المراكز التجارية أخضعتهن لدورات تدريبية لمدة خمسة أسابيع، ولم يباشرن العمل إلا وقد تمكن من ممارسة المهنة بطريقة احترافية. واشتكت من توافد مجموعة من المحتسبين والمحتسبات على المركز في الفترة الأخيرة من عمل الكاشيرات، مشيرة إلى حضور المحتسبين والمحتسبات يومياً إلى المركز لمضايقة العاملات في المركز، ووصلت المضايقات إلى حد إزعاجها باتصالات هاتفية «احتسابية» على هاتفها المحمول، أو هاتف مكتبها في المركز التجاري. وأضافت «وكأنهم لا يعلمون أن جميع العاملات في المركز نساء محترمات من أسر محترمة، والبعض منهن يساعدن أزواجهن، والبعض الآخر يعلن أسراً كاملة بسبب مستوى الدخل المتدني والبعض منهن لديهن طموح مشروع».