شارك رئيسا دولتي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفاكير ميادريت في قمة زعماء دول مجلس السلم والأمن الأفريقي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس. وهذه المرة الأولى التي يحضران فيها الاجتماع نفسه منذ تدهور علاقاتهما قبل نحو أربعة أشهر. ويسعى رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي إلى جمع الرجلين في لقاء يمكن أن يُسرّع في المحادثات بين دولتيهما. وتعقد القمة الأفريقية التي يشارك فيها الرئيس البشير في العاصمة الإثيوبية اليوم الأحد بعد اعتذار ملاوي عن استضافتها لاعتراضها على مشاركة الرئيس السوداني المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. ونُقلت القمة إلى العاصمة الإثيوبية بطلب من السودان. ويسعى زيناوي إلى جمع البشير وسلفاكير في لقاء لتسريع محادثات دولتيهما التي تمضي ببطء. ويأمل رئيس الوزراء الإثيوبي في تحقيق اختراق في شأن القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا قبل انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي في 2 آب (أغسطس) المقبل. وتحدث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ أمام قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي عن تقدم «بطيء ومتفاوت» في تطبيق «خريطة الطريق» التي أعدها الاتحاد الأفريقي وأقرها مجلس الأمن الدولي لإنهاء التوتر بين السودان وجنوب السودان. وقال بينغ: «لكنني ألاحظ بكثير من الارتياح ما أكده البلدان أخيراً من رغبة في العودة إلى روح الشراكة في مفاوضاتهما» بهدف «إنهائها في المهلة المحددة». من جانبه، قال سفير السودان في إثيوبيا الفريق عبدالرحمن سر الختم، أمس، إن طرفي التفاوض دخلا خلال اليومين الماضيين في محادثات مباشرة بعيداً عن فريق الوساطة الأفريقية وأخرى في حضوره في منتجع بحر دار الإثيوبي. وأوضح أن التفاوض يستند إلى مقترح حل استراتيجي لكل القضايا، ورأى أن هناك «روحاً طيبة» هي استمرار لما انتهت عليه الجولات السابقة. وأكد السفير أن الطرفين سيواصلان الحديث عن تفاصيل الحل الشامل للقضايا، وفق المبادئ المعلنة بين الجانبين والمتعلقة بحكم علاقاتهما المستقبلية بحسب ما تم الإعلان عنها في الجولة السابقة. وحول المهلة المتبقية، قال سر الختم إنه قد لا يتسع الوقت للوفاء بخريطة الطريق. لكنه لمّح إلى إمكان استمرار التفاوض «وفق رؤية متفق عليها لحل ما تبقى من قضايا، لكن بسقف زمني معلن». وسيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في 25 الشهر الجاري لتقويم سير المفاوضات بين دولتي السودان قبل انقضاء المهلة التي حددها المجلس. وكان مجلس الأمن كرس جلسة قبل يومين لمناقشة بناء الدول التي خرجت من الحروب الأهلية ووقعت اتفاقات سلام. وطالب المجلس الخرطوم وجوبا بالتوصل إلى اتفاق في شأن قضايا الحدود والنفط والأمن بجانب العمل من أجل مصالحهما المشتركة.