أعرب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان عن «صدمته وروعه» من الانباء عن «معارك كثيفة» وعن سقوط عدد كبير من الضحايا في قرية التريمسة السورية قرب حماة و»دان هذه الفظاعات بأشد العبارات». وقال أنان: «من الملح جداً ان تتوقف اعمال العنف وهذه الفظاعات ومن المهم اكثر من اي وقت مضى ان تقوم الحكومات التي لها نفوذ بممارسته بشكل فعال للتأكد من توقف العنف - على الفور». وفي بيان نشر أمس في جنيف، اعتبر أنان ان ذلك يشكل «انتهاكاً لالتزام الحكومة وقف استخدام الاسلحة الثقيلة في اماكن سكنية والتزامها بالنقاط الست لخطة السلام». وجاء في البيان «في مواجهة هذا التذكير الجديد بالكابوس والرعب الذي يعيشه المدنيون السوريون». وتحدث انان عن «معارك عنيفة وعدد كبير من الضحايا واستخدام مؤكد لأسلحة ثقيلة مثل المدفعية ودبابات ومروحيات». واوضح ان رئيس بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سورية الجنرال روبرت مود مستعد للتوجه الى المكان «والتحقق من الوقائع اذا سمحت الظروف بذلك». وطالب باحترام حرية تنقل هؤلاء المراقبين. وفي دمشق، اعلن الجنرال مود امس ان المراقبين مستعدون للتوجه الى التريمسة حيث افيد عن مجزرة للتحقق مما حصل، «عندما يكون هناك وقف جدي لاطلاق النار». وقال مود في مؤتمر صحافي في دمشق ان بعثة المراقبين الدوليين «مستعدة للتوجه (الى التريمسة) والتحقق من الوقائع اذا او عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار». واضاف الجنرال النروجي: «كما تعلمون جميعا، لقد علقت بعثة المراقبين الدوليين مهمتها بسبب المستوى غير المقبول من العنف ميدانياً ... الا ان (البعثة التي ينتشر) مراقبوها في جميع المناطق تشاهد ما يجري وتتواصل مع جميع الاطراف على أرض الواقع». وتابع ان المراقبين من خلال وجودهم في محافظة حماة «تمكنوا امس من معاينة استمرار القتال في محيط التريمسة التي شاركت فيها وحدات آلية والمدفعية والحوامات». واشار الى ان المراقبين تمكنوا من «مشاهدة ذلك من مسافة خمسة الى ستة كيلومترات». من جهة اخرى، اكد أحمد فوزي الناطق باسم انان في جنيف انه سيتوجه الاثنين الى موسكو لاجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكان مصدر في وزارة الخارجية الروسية اعلن ان المحادثات ستتناول «الوضع الحالي في سورية وآفاق التوصل الى تسوية بين الاطراف»، المعنيين بالنزاع في سورية، كما نقلت وكالة ايتار- تاس. ولم يعط فوزي تفاصيل اضافية حول الزيارة التي تأتي بعد اسبوع على جولة لأنان شملت دمشق وطهران وبغداد. ورفع انان تقريراً بجولته امام مجلس الامن الدولي الاربعاء عبر الحلقة التلفزيونية المغلقة من جنيف. ولدى انان فريق من 20 شخصاً في جنيف لمساعدته في مهمته. من ناحيتها، حثت روسيا انان على العمل عن كثب مع المعارضة السورية، وصرح مصدر في وزارة الخارجية الروسية بأن موسكو ستطرح هذه الفكرة خلال محادثات مع انان مع لافروف. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف امس أن روسيا تريد أن يعمل انان بنشاط أكبر مع المعارضة السورية وانها ستحثه على القيام بذلك اثناء زيارة لموسكو. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن جاتيلوف قوله: «كي نكون صادقين نحن لا نرى شركاءنا على استعداد (مثل روسيا) للعمل مع المعارضة ويلعب كوفي انان دور الوسيط الرئيسي في هذه العملية». وأضاف: «للأسف حتى الآن لا نرى أي نتائج عملية لاتصاله وفريقه بالمعارضة». وكرر نائب وزير الخارجية الروسي معارضة موسكو لعملية حفظ سلام في سورية اقترحها بان كي مون الامين العام للامم المتحدة تتضمن ارسال مراقبين عسكريين الى سورية. ونقلت انترفاكس عن جاتيلوف قوله: «عملية فرض السلام هي إجراء ينفذ بالقوة. وأية اجراءات تتخذ من دون موافقة الحكومة (السورية) مرفوضة تماماً». وأضاف: «أي نشر اضافي لقوات مسلحة او فرق يجب ان يتم بموافقة الحكومة السورية. على حد علمي الحكومة السورية غير مستعدة لهذا في هذه المرحلة».