يقول عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية في دبي علي جابر ان التنافس المقبل في مجال الإعلام سيكون «بين ذلك الذي يتطلب احناء ظهرك لتتبعه وهي وضعية الجلوس امام الكومبيوتر وبين الإعلام الذي يتيح بسط الظهر، اي في وضعية مشاهدة التلفزيون». لكن جابر يقول ايضاً ان المهارات الاعلامية من الآن وصاعداً ستكون واحدة، أي أن صحافيي المستقبل «من المفترض ان يكسبوا مهارات تتيح تصريفها في مختلف وسائل الاعلام والاتصال»، ذلك ان التنافس سيملي على المؤسسات الاعلامية علاقة مع مستهلكيها لا تقتصر على وسيلة اتصال واحدة، «فالمطلوب من الاعلامي الذي يعد خبراً التمتع بخبرات تتيح له كتابته للتلفزيون ولموقع الانترنت ولخدمة الخبر عبر الهاتف الجوال». كلام جابر جاء في معرض شرحه ل «الحياة» فكرة كلية محمد بن راشد للإعلام والتي ستبدأ باستقبال الطلاب في العام الدراسي المقبل في شهر ايلول (سبتمبر). والكلية ستباشر عملها بالتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا، المعروفة في مجال الصناعة الاعلامية والسينمائية، وسيتولى اساتذة في كليتين من هذه الجامعة هما كلية كرينبرغ للإعلام ومدرسة الفنون السينمائية، تزويد الاساتذة في دبي بخبراتهم في مجال التعليم وإعداد المناهج. ويشرف على الكلية الاولى جورج لوكاس وسيتولى أساتذتها نقل خبراتهم في مجال الإعلام الحديث الى اساتذة كلية محمد بن راشد، والثانية ويشرف عليها ستيفن سبيلبرغ وسيتولى اساتذتها مهمة إعداد مناهج تعليم صناعة السينما والتلفزيون. وجابر الذي يطمح الى نقل خبرته المهنية في مجال الإعلام المرئي والمسموع الى الحيز الاكاديمي وهو الذي كان مدير عام تلفزيون «المستقبل» اللبناني سابقاً، ثم مشرفاً على تلفزيون دبي، يشير الى ان هذه الصناعة تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة، وأي كلية اعلام لا ترصد هذا التغير في مناهجها ستخرج طلاباً متأخرين عن متطلبات السوق. ويشير الى ان فكرة الكلية الجديدة مبنية على ثلاثة أسس هي: - تعليم صناعة الإعلام بصفتها اكثر صناعة متحركة ومترافقة مع تقدم هائل في تكنولوجيا الانترنت، «فإضافة الى التلفزيون والصحافة المكتوبة والسينما، سنعلم تقنيات الكتابة للصحافة الالكترونية والإعلام الحديث». - محاولة سد النقص الواضح والجلي في العالم العربي في الكتابة الصحافية في مجالي التلفزيون والصحافة الالكترونية، «ففي هذه المجالات من المعروف ان اللغة العربية غير مواكبة لمتغيراتهما، وغالباً ما يلجأ العاملون الى ترجمة النصوص من اللغات الأخرى. نطمح الى ان تخرج النصوص من عقول طلابنا باللغة العربية مباشرة. يجب ان نجري عملية مصالحة بين اللغة العربية وبين تقنيات الإعلام الحديث. طبعاً المهمة ليست سهلة ويجب ان يتشارك في انجازها متخصصون في مجالات الإعلام الحديث واللغة. وباشرنا باستقدام متخصصين لهذه المهمة». - من المفترض ان يكون معظم الطلاب في كلية محمد بن راشد من المتفوقين المستفيدين من منح دراسية تغطي أكلاف تعليمهم، «والسبب انه من السائد في الثقافة الاجتماعية ان المتفوقين لا يتوجهون الى الاعلام. المنح الدراسية تشكل اغراء للمتفوقين للتقدم الى الكلية. وسنستهدف في ترويجنا للكلية أوساطاً اجتماعية وثقافية يشكل انتساب الطالب المتفوق اليها فرصة من المفترض ان يسعى الى استغلالها. بصراحة نحن نفكر بالمتفوق الذي لا يمكنه تمويل تعليمه العالي في جامعة رفيعة، وهؤلاء كثر في العالم العربي، علماً ان 25 في المئة من المقاعد الدراسية ستخصص لغير المستفيدين من المنح، وذلك كي لا نقع في فخ التصنيف او اعتبار ان الكفاءات تقتصر على ابناء البيئة المحدودة الدخل». ويضيف جابر: «نحن الآن في مرحلة إعداد الكادر التعليمي وسيكونون من حملة الدكتوراه، ومن اصحاب الخبرات العملية في مجال الإعلام، ولذلك نحن نبحث الآن بصيغ قانونية تتيح في الامارات العربية المتحدة لأصحاب الخبرات التعليم في الجامعة. وسيتم تدريب الاساتذة على المنهاج، وسيكون التحدي الأبرز هو عملية التعريب، اذ اننا نطمح الى تزويد الطالب بمهارات تقنية وكتابية عالية، ولكن في الوقت نفسه سنركز على كيفية تصريف هذه المهارات باللغة العربية وهذا امر غير متاح في معظم كليات الإعلام في العالم العربي. فخبراتنا في هذا المجال اثبتت ان الهوة بين المهارتين (اللغة العربية وتكنولوجيا الاعلام الحديث) تعوق تقدم الإعلام العربي، فتجعله اما تقليدياً عاجزاً عن مواكبة التقدم، وإما قائماً على النسخ الحرفي للخبرات الغربية من دون مراعاة الخصوصيات الثقافية والوطنية المحلية». ويؤكد جابر ان العلاقة مع المؤسسات الاعلامية العربية ومع المستهلكين «ستكون هماً مركزياً في العملية الأكاديمية، وستسعى الكلية للافادة من موقع دبي كعاصمة لهذا الإعلام وكسوق وموقع لمخاطبة وسائل الإعلام والاعلان، وسيترافق ذلك مع انشطة صفية غير تقليدية في العلاقة بين الجامعة وتلامذتها، اذ ستكون وسائل الاعلام في مدينة دبي الاعلامية مجالاً للأنشطة الصفية، وسيواكب الطلاب هموم هذه المؤسسات اليومية والراهنة بما يؤمن تواصل الطالب مع مجال عمله المستقبلي». ويتابع جابر: «النشر والترجمة سيكونان من أشكال النشاط الجامعي، فسنقوم بعملية اختيار لأهم الانتاج الصحافي والاعلامي ونشره في كتب وتوزيعه على الطلاب. وسنهتم باختيار الانتاج العربي على هذا الصعيد، اذ اننا سنستفيد من الخبراتالغربية في مجال تقنية الكتابة، لكننا سنكون مهتمين بتعليم طلابنا أساليب كتابة حكاياتنا وقصصنا. سنقول لأصحاب الخبرات المستقدمين من جامعة جنوب كاليفورنيا نريد ان تعلمونا كيف نكتب قصصنا لأنفسنا، لا لكم، ولا نريد ان تكتبوها انتم لنا في اعلامنا».