في دراسة ، هي اولى من نوعها، حول سياسة اسرائيل في تهويد الاقصى، حذرت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" من أبعاد استمرار النشاطات اليومية في الاقصى والهادفة الى تهويده وضمان وجود يهودي يومي فيه. وأعلنت المؤسسة رفضها القاطع لاقتحام المستوطنين والجنود المسجد الاقصى، وطالبت الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني بالتعامل مع هذا الملف بشكل يوازي ويتناسب مع خطورته وتبعاته. وبحسب الدراسة، التي اعدتها المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة "اعمار اقصى والمقدسات"، فإن المساعي الاسرائيلية تطمح في الوجود اليهودي على ثلاثة محاور: الاول يقضي باقتحام المستوطنين وجولاتهم شبه اليومية في الاقصى التي يتخللها اداء صلوات يهودية وطقوس تلمودية. والثاني يتم عبر اقتحام الجنود للاقصى بلباسهم العسكري والقيام بجولات استكشافية وارشادية، كما يسمونها. وأما الثالث فتقتحم مجموعات الاستخبارات المكان وتقوم بجولات في أنحاء أبنية المسجد الأقصى المبارك. وتشير الدراسة الى ان الاحتلال الاسرائيلي يحاول تعزيز التواجد اليهودي في الاقصى، خاصة في الفترة الصباحية، بمعدل 450 مستوطناً شهرياً، و300 عنصر مخابرات وجنود بلباسهم العسكري شهرياً أيضاً، وذلك بهدف ايجاد صورة نمطية "روتينية" بالحضور اليهودي في الاقصى، يمكن تسميته "تقسيم غير معلن للمسجد الاقصى بين المسلمين واليهود". وكشفت أن عدد المقتحمين للمسجد الاقصى من المستوطنين في الاشهر الستة الاولى من العام الجاري، وصل الى 2722 مستوطناً، مقابل 2772 مستوطنا في الاشهر الستة الاولى من 2011، أي ما معدله 450 مستوطناً في الشهر. أما عدد المقتحمين من الجنود بلباسهم العسكري وعناصر الاستخبارات فوصل الى 1953 جندياً في الستة الشهور الاولى من العام الجاري، ما معدله 300 جندي وعنصر. وهنا لا بد من الانتباه إلى ان اقتحامات الجنود بلباسهم العسكري وجولاتهم الاستكشافية والارشادية بدأت منذ مطلع العام الجاري فقط، بعد ان توقفت بشكل كامل، منذ انتفاضة الاقصى عام 2000. ودلت الدراسة على أن أسلوب الاقتحامات قد تغيّر بشكل نسبي خلال السنة والنصف الاخيرة، فبعد أن كانت الاقتحامات شبه موسمية وفي المناسبات، ومتركزة في ما يسمى ب"الاعياد اليهودية"، اصبحت الاقتحامات شبه يومية. وترى مؤسسة الاقصى أن نشاطات احياء المسجد الاقصى والتواصل معه يومياً يمنع الاحتلال من رفع سقف الوجود اليهودي اليومي في الاقصى، ويقلل بشكل نسبي من اعتداءاته، مؤكدة ان رفد المسجد الاقصى بالمصلين والمرابطين، وبخاصة في الفترة الصباحية الباكرة، هو صمام الامان وخط الدفاع الاول عن الاقصى، معتبرة ان شد الرحال الى الاقصى هو واجب الوقت. يذكر ان مصادر اعلامية اسرائيلية كشفت أن منظمات يهودية عدة اجتمعت لوضع خطة لتصعيد اقتحامات اليهود اليومية للاقصى وأدائهم الصلوات فيه. وتداولت هذه المنظمات اقتراحات، منها: تصعيد الاقتحام والصلوات اليهودية اليومية للاقصى، تنظيم مظاهرات واعتصامات للمطالبة بالسماح بصلوات يهودية يومية في الاقصى، زيادة وتيرة "النشاط القضائي"، وتقديم ملفات الشكاوى وطلبات تنفيذ قرارات قضائية اسرائيلية بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى، تقديم طلب عاجل لقائد الشرطة الاسرائيلية بالسماح بصلوات يهودية جماعية خلال الشهر الجاري تتعلق بمناسبة "دينية يهودية"، يطلقون عليها "الايام المصرية"، تكثيف النشاط الاعلامي، حيث نظمت يوم 9/7/2012 جولة لنحو 30 اعلامياً اسرائيلياً اقتحموا الاقصى لشرح نظرة المنظمات اليهودية وخطتهم في هذا الشأن.