أوفد الرئيس محمود عباس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إلى الدوحة حيث التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، وسلمه رسالة يطالبه فيها «بضرورة الموافقة على تثبيت وقف النار، والموافقة على الورقة المصرية، وعدم إدخال القضية الفلسطينية في تجاذبات إقليمية». في الوقت نفسه، كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» أن القيادة الفلسطينية «منحت» الوفد الفلسطيني الموحد إلى مفاوضات القاهرة لوقف النار والعدوان على قطاع غزة «صلاحية التوقيع على الاتفاق من عدمه». وقالت إن اجتماع القيادة الذي عُقد في مقر المقاطعة في رام الله ليل السبت - الأحد برئاسة الرئيس محمود عباس، «خول» الوفد برئاسة عزام الأحمد التوقيع على الاتفاق أو رفضه في حال لم يكن يلبي حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه. وأضافت أن «تبايناً في المواقف ووجهات النظر برز خلال الاجتماع تجاه الورقة المصرية المعدلة التي قدمت للوفدين الفلسطيني والإسرائيلي الأربعاء الماضي، بين مؤيد لها وداعٍ إلى اغتنام الفرصة، وبين مشكك في نيات إسرائيل». وأوضحت أن عباس أكد خلال الاجتماع أنه «يجب وقف نزيف الدم الفلسطيني في غزة، وقبول الورقة المصرية والوسيط المصري راعياً وحيداً للمفاوضات» غير المباشرة مع إسرائيل. وأشارت إلى أن «ذلك يعني أن الوجهة قد تكون التوقيع على اتفاق وقف النار والقبول بما ورد في الورقة المصرية». مؤشرات الاتفاق في هذه الأثناء، برزت مؤشرات عدة إلى احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف النار، من بينها فتح وزارة الداخلية في قطاع غزة أبوابها اعتباراً من أمس لتقديم الخدمات المدنية للغزيين وإنجاز معاملاتهم، كما انتشر رجال الشرطة في الشوارع للمرة الأولى منذ أن شنت إسرائيل عدوانها على القطاع في الثامن من الشهر الماضي، إضافة إلى إحجام القادة الفلسطينيين، ومن ضمنهم أعضاء في الوفد، عن الإدلاء بأية تصريحات عن العودة إلى القتال في حال فشلت مفاوضات القاهرة، وتفضيلهم عدم الحديث عن الفشل أصلاً. وكان هناك تصريحان لافتان، الأول لنائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة ل «الحياة» قال فيه إن «الحرب أصبحت وراءنا»، والثاني لعضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق الذي نفى أن يكون أدلى بتصريحات يؤكد فيها رفض الحركة الورقة المصرية الأخيرة. وكان أعضاء الوفد الفلسطيني وصلوا أمس إلى القاهرة تباعاً آتين من رام الله وبيروت ودمشق والدوحةوغزة لاستئناف المفاوضات مع الوفد الإسرائيلي الذي وصل إلى القاهرة أيضاً، بوساطة مصرية. ويحمل الوفد الإسرائيلي رد الحكومة الإسرائيلية، في وقت قالت صحيفة «معاريف» العبرية اليمينية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو رفض الورقة المصرية بصيغتها الحديثة، مدعياً الانتصار في الحرب الأخيرة. وقالت «حماس» إن الطريق الوحيد لأمن إسرائيل هو أن يشعر به الفلسطينيون أولاً، وأن يُرفع عنهم الحصار. واعتبر الناطق باسمها سامي أبو زهري في بيان أمس أن حديث نتانياهو عن انتصار في غزة «حديث مزعوم لمجرد الاستهلاك الإعلامي للتهرب من نقمة الإسرائيليين والتغطية على فشله». وأردف: «يكفي نتانياهو أن المئات من جنوده سقطوا بين قتيل وجريح وأسير، وأن عمليات المقاومة وصواريخها نجحت في ضرب العمق الصهيوني وفرض حصار جوي عليه». وأكد الرشق إصرار «حماس» على وقف العدوان وإنهاء الحصار في أي اتفاق لوقف النار، وقال في تصريح مقتضب على حسابه على «فايسبوك» و «تويتر» أمس: «إننا أمناء على حقوق شعبنا، ومصرون على وقف العدوان وإنهاء الحصار». وتابع: «سنعزز انتصارنا العسكري بانتصار سياسي بحول الله، وسلاح المقاومة ليس للمساومة».