كشفت أرقام الصادرات التركية في الشهور الثلاثة الأخيرة، ارتفاعاً يُعتبر سابقة في صادرات سبائك الذهب الى ايران، بلغ نحو 58 طناً قيمتها نحو 3 بلايين دولار، علماً أن معدل صادرات تركيا من الذهب الى ايران العام الماضي، لم تتجاوز نصف بليون دولار خلال الفترة ذاتها. وأرجع محللون اقتصاديون هذا الارتفاع الى أن طهران تحصّل وارداتها المالية عن بيع نفط وغاز، عبر تحويلها الى سبائك ذهب ونقلها براً من تركيا الى ايران، للالتفاف على العقوبات الغربية التي تحول دون إجراء تحويلات نقدية مباشرة الى المصرف المركزي الايراني. ورجّح الخبير الاقتصادي التركي أوغول غورسيس أن تكون لإيران حسابات في مصارف تركية، بالليرة التركية والدولار الأميركي، تودع فيها المبالغ المالية المستحقة عن بيعها نفطاً وغازاً. لكن طهران لا تستطيع تحويل هذه المبالغ إليها في شكل مباشر، فتطلب من المصرف شراء سبائك ذهب، تنقلها السلطات الايرانية براً الى أراضيها. وأشار غورسيس الى أن ذلك قانوني، لكنه يُعتبر التفافاً على العقوبات. وتشتري أنقرة نحو 8 ملايين طن من النفط الايراني الخام، بنحو 5 بلايين دولار، ويُرجح أن كميات الذهب المرسلة الى طهران، هي ثمن هذا النفط الذي تودعه أنقرة بالليرة التركية في مصرف «الشعب» التركي، في حساب خاص للحكومة الايرانية. وثمة تساؤلات تتصل بإمكان أن تكون أنقرة العنوان الوحيد لتحويل الأموال الايرانية الى ذهب، وإن كان محللون اقتصاديون يعتقدون بأن تركيا هي البوابة الأهم لإيران، للالتفاف على العقوبات، من خلال فتح شركات ايرانية على اراضيها، تعمل وفق القوانين التركية وتكون واجهة للبضائع الايرانية لتسويقها في العالم وتحصيل ثمنها وفق النظام المصرفي التركي. ويساند تلك الفرضية زيادة عدد الشركات الايرانية والشراكات التجارية التركية - الايرانية في اسطنبول ومدن تركية أخيراً. نفط إيران في غضون ذلك، نفى المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية أحمد قلعة باني تصريحات نُسبت إليه، تفيد بإمكان خفض صادرات النفط الإيراني بنسبة 20 إلى 30 في المئة، بسبب ترميم وتصليح آبار وحقول نفط. وأكد أن «صادرات النفط لن تشهد انخفاضاً خلال الفترة المقبلة، وإنتاج النفط في إيران لم ينخفض، على رغم بدء ترميم آبار وحقول نفط وتصليحها، بحيث تنتج 4 ملايين برميل يومياً». وأشار قلعة باني الى أن «عمليات ترميم آبار وحقول النفط وتصليحها، تتم بالتناوب، واذا توقف إنتاج النفط في حقل يخضع لتصليح، يُزاد الإنتاج في الحقول الأخرى لتعويض النقص». وشدد على أن ذلك «إجراء روتيني ولن يؤثر في إنتاج النفط»، مضيفاً: «عكس ما أوردته وسائل إعلام، لم يشهد إنتاج إيران من النفط انخفاضاً خلال الفترة الأخيرة». الى ذلك، أعلن غلام رضا منوشهري، مستشار أحمد قلعة باني، أن «إيران تمتلك أضخم مخزون للنفط والغاز في العالم، يبلغ 355 بليون برميل، 80 في المئة منه لم يُستخرج بعد». صواريخ على صعيد آخر، أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقتنعة بأن القوات المسلحة الايرانية تواصل تحسين دقة صواريخها الباليستية ومدى فاعليتها، بما في ذلك تصميم سلاح يستهدف سفناً. ونقلت عن تقرير ل»البنتاغون» سُلّم الى الكونغرس، ان «ايران عززت فاعلية أنظمة قائمة وقدرتها على القتل، من خلال تحسين دقة حمولات ذخيرة جديدة وتطويرها». وكرّر التقرير تقدير الولاياتالمتحدة بأن ايران «قد تكون قادرة تقنياً، مع مساعدة خارجية، على اختبار صاروخ عابر للقارات بحلول العام 2015». واعتبر أن «ايران ستشكّل قوة هائلة في الدفاع عن اراضيها».