طهران، بروكسيل، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – هددت إيران أمس، بوقف بيع نفط لدول أوروبية أخرى، بعد تدبير مشابه اتخذته في حق فرنسا وبريطانيا، فيما أعلنت المفوضية الأوروبية أن دولاً أوقفت شراء نفط من طهران، كما قلّلت «وكالة الطاقة الدولية» من تأثير القرار الإيراني على السوق. واستباقاً لتطبيق الاتحاد الأوروبي في تموز (يوليو) المقبل، قراراً بوقف استيراد النفط من ايران، أعلنت الأخيرة الأحد وقف تصدير النفط الخام الى فرنسا وبريطانيا. وقال رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية احمد قلعه باني: «إذا تواصل السلوك العدائي (الأوروبي إزاء ايران)، سنوقف صادرات النفط الى هذه الدول». وأشار خصوصاً إلى ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال وهولندا، مؤكداً أن طهران لن تجد صعوبة في بيع نفطها، بل «زاد الطلب على شرائه في الأسواق العالمية». وطالب الشركات الأوروبية التي أوقفت شراء نفط من ايران، بدفع تعويضات. وقال: «سعر النفط الايراني ارتفع من 102 الى 123 دولاراً للبرميل مُذ بدأت أوروبا الحديث عن فرض حظر على النفط الايراني» نهاية 2011. ورجّح ان يتخطى سعر البرميل 150 دولاراً. وشدد قلعه باني على ان «ايران لم تستخدم الذهب الأسود مطلقاً، خلال 103 سنوات من تاريخ اكتشاف النفط، بوصفه أداة سياسية»، داعياً «دولاً اوروبية الى إبرام عقود من دون شروط، لمواصلة صادرات النفط الخام الايراني». وقال: «إيران مستعدة لبيع نفطها فقط ضمن عقود طويلة الأمد، أي من سنتين الي خمس سنوات». في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان الشركات الفرنسية أوقفت شراء نفط من طهران، فيما افادت المفوضية الأوروبية بأن بلجيكا وتشيخيا وهولندا أوقفت أيضاً شراء النفط الإيراني، كما تخفّض اليونان واسبانيا وايطاليا مشترياتها من الخام. واضافت ان بريطانيا والنمسا والبرتغال أوقفت منذ فترة طويلة شراء وقود إيراني. في غضون ذلك، رجّح ديديه حسين، مدير أسواق الطاقة وأمن الإمدادات في «وكالة الطاقة الدولية»، ألاّ يكون لإعلان طهران وقف تصدير النفط الى فرنسا وبريطانيا، «تأثير حقيقي على السوق، لأن البلدين أوقفا شراء الخام من إيران». واشار الى أن «المشترين يستعدون للأجواء الجديدة»، مؤكداً استعداد الوكالة للسحب من المخزون النفطي الاستراتيجي «اذا لزم الأمر». تزامن ذلك مع تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز»، أفاد بأن إيران تجد صعوبة في العثور على مشترين لنفطها، فيما أفادت وكالة «رويترز» بأن تايوان خفّضت العام 2011 وارداتها من النفط الإيراني، بنحو النصف تقريباً، مقارنة بالعام السابق. الصين تنتقد إيران وفي موقف لافت، انتقدت الصين ايران لوقفها بيع نفط لشركات بريطانية وفرنسية. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية: «دعونا دوماً الى الحوار والمفاوضات، بوصفهما سبيلاً لحسم النزاعات بين الدول، ولا نؤيد ممارسة ضغوط او اللجوء الى المواجهة لحسم القضايا». تزامن ذلك مع تقرير لصحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية، أفاد بأن تركيا والصين تساعدان إيران على الالتفاف على العقوبات، مشيرة الى أن المصرف المركزي الإيراني يستخدم مؤسسات مالية في الدولتين، لتمويل شراء سلع حيوية، لمنع انهيار اقتصاد بلاده. وعلى رغم التوتر بين طهران ودول اوروبية، توقّع وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أن تعود العلاقات بين بلاده والاتحاد الاوروبي الى «مكانتها السابقة»، معتبراً أن الجانبين «يكمّلان بعضهما بعضاً». وقال: «إيران شريك مطمئن للاتحاد، وإذا أصبحت تركيا عضواً فيه، ستكون إيران أهم الدول المجاورة لأوروبا». وفد الوكالة الذرية في غضون ذلك، بدأ وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمة جديدة في إيران. والوفد الذي يضم خمسة مفتشين، يرأسه هيرمان ناكيرتس، نائب المدير العام للوكالة، والذي قال لدى مغادرته مطار فيينا متوجهاً الى طهران: «نأمل بتحقيق نتائج ملموسة، والأولوية تبقى طبعاً للأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني». وبثت الاذاعة الايرانية ان الوفد يأمل بلقاء علماء نوويين ايرانيين، وزيارة مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي أفاد آخر تقرير للوكالة الذرية عن الملف النووي الايراني، بأنه شهد تجارب سرية لصنع سلاح نووي. لكن طهران تنفي ذلك. واضافت الاذاعة: «أياً يكن تفكير الوكالة، فإنه يثبت أنها لم تفِ بالتزاماتها السابقة». وسُئل صالحي هل سيزور الوفد منشآت نووية، فأجاب بالنفي، لافتاً الى أن «الزيارة تأتي في إطار الاتفاقات السابقة بين ايران والوكالة الذرية». وزيارة وفد الوكالة التي ستستغرق يومين، هي الثانية خلال أقل من شهر. وكان ديبلوماسيون اشاروا الى ان طهران رفضت السماح لمفتشي الوكالة، خلال زيارتهم السابقة، بتفقد مجمّع بارشين. وعشية وصول وفد الوكالة، أعلن رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني، ان بلاده تملك «بين 90 و100 كيلوغرام» من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، مضيفاً: «لدينا القدرة على زيادة الإنتاج». وتطرّق الى احتمال استئناف المفاوضات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، قائلاً: «تبادل الوقود النووي انتهى وأصبح من الماضي، وقد نطرح مسألة أخرى في المفاوضات، إذ يمكننا تزويد دول تحتاج وقوداً نووياً». الى ذلك، أعلن وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي، ان بلاده تنوي «صنع مقاتلات حديثة».