افتتح المايسترو البريطاني هاورد وليامز «مهرجان الأطفال والشباب» بقيادة «أوركسترا الأطفال واليافعين» في دار الأوبرا السورية ليل الأحد - الإثنين. وتقوم فكرة «أوركسترا الأطفال واليافعين»، كما جاء في دليل الحفلة، على «اختيار الأطفال واليافعين عبر مسابقات قبول في محافظات سورية عدة، ثم يستضاف هؤلاء في دمشق في ورشة عمل لثلاثة أسابيع يتدربون فيها على أعمال أوركسترالية عالمية تحت إشراف أساتذة مرموقين محليين وأجانب». ويرمي المشروع الذي انطلق عام 2008 بمبادرة من عازفة الكمان ماريا أرناؤوط إلى «رعاية المواهب الموسيقية، من طريق التدريب الأكاديمي الجاد، وتوفير فرصة العزف الجماعي الذي ينمّي الكثير من القيم المهمة على هامش الموسيقى، مثل التعاون والإنصات والدقة في العمل الفردي من أجل إنجاح العمل الجماعي، إضافة إلى الانتظام والانضباط». وتستضيف الفرقة هذا العام هاورد وليامز الذي قاد فرقاً مثل «فيلهارمونية لندن»، و«الفيلهارمونية الوطنية»، و«سمفونية بي بي سي»، و«أوركسترا الحجرة الإنكليزية»، وسواها. وقبل أشهر قاد «الفرقة السمفونية الوطنية السورية» بعد إعادة تأسيسها، وشارك في لجنة التحكيم التي اختارت عازفيها. عزفت الفرقة التي جاء أعضاؤها هذه المرة من دمشق وحلب واللاذقية وحماة والسويداء، أعمالاً ومقطوعات من بينها «افتتاحية بروميثيوس» لبيتهوفن (1770 - 1827)، والسمفونية الرقم 35 لموتسارت (1756 - 1796)، والحركة الثانية من السمفونية الرابعة لفيليكس مندلسون (1809 - 1847)، والمقطوعة الغنائية «الربيع الأخير» لإدوارد غريغ (1843 - 1907)، و«رقصة الدمية» لكلود دوبوسّي (1862 - 1918)، و«عذراء الثلج» لريمسكي كورساكوف (1844 - 1908). وتشكل حفلة «أوركسترا الأطفال واليافعين» إحدى محطات «مهرجان الشباب» الذي يستمر حتى 11 الجاري مع أعمال مثل «كركوز وعيواظ» للمُخايل (فنان خيال الظل) شادي رشيد الحلاق الذي يدير فرقة معتمدة في عروض مؤتمرات اليونيسكو الثقافية. وهو بدأ دراسة مسرح خيال الظل عام 1993، وعمل في تصنيع الجلود الخاصة بتشكيل دمى خيال الظل. كما يعمل في تدريس طلاب مبتدئين من مختلف أنحاء العالم في مجال خيال الظل، وأنجز ترميم عدد كبير من شخصيات خيال الظل يعود عمرها إلى ما بين أربعمئة وستمئة سنة. أما النشاط الأخير فهو العمل الموسيقي «بيتر والذئب» من تأليف الروسي سيرغي بروكوفييف (1891 - 1953). وهو عمل معد من أجل تعليم الأطفال الاستماع إلى الأوركسترا، وكذلك تعليمهم الفوارق بين الآلات، ومساعدتهم في اختيار الآلة الموسيقية التي يحبون. ومن أجل ذلك، وزع بروكوفييف شخصيات الحكاية على الآلات الموسيقية، فالفلوت للعصفور، والأوبوا للبطة، والكلارينيت للقطة، والوتريات لبيتر، والطبول للصيادين، والباصون للجدي، والهورن للذئب، فهي محاولة للمقاربة بين صوت الآلة الموسيقية والشخصية التي تمثلها. «بيتر والذئب» قُدمت في دمشق مرات عدة، أولاها عام 2008، لكن اللافت هذه المرة أن ماريا أرناؤوط، العازفة المعروفة ومديرة دار الأوبرا السورية، ستؤدي دور الراوي في العمل.