وقعت اشتباكات اليوم في جامعة الخرطوم بين طلاب غاضبين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات لمنعهم من التظاهر في الطريق الرئيسي الذي يمر أمام الجامعة واعتقلت عدداً منهم. فيما اعلن حزب «المؤتمر الشعبي» الإسلامي المعارض بزعامة حسن الترابي أن السلطات اعتقلت كامل عمر رئيس مكتبه السياسي. واقتحمت قوة من الأمن منزل عمر واعتقلته من دون إبداء الأسباب، واقتادته إلى جهة غير معلومة، بعدما طلبت منه أخذ حقيبة تحوي ملابس وأغراضاً شخصية، بحسب أسرته. ورجح المسؤول في حزب المؤتمر الشعبي سليمان حامد أن السلطات اعتقلت عمر لمنعه من السفر إلى الدوحة للمشاركة في برنامج تلفزيوني، كان مقرراً بثه غداً عن التظاهرات التي يشهدها السودان. واعتبر الخطوة محاولة لتكميم الأفواه، وحظر أي رأي مخالف لموقف نظام الحكم. وقالت المنظمة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات إن السلطات اعتقلت، حتى الآن، عدداً كبيراً من الناشطين والسياسيين والطلاب. وذكرت أن أكثر من ألفي شخص تم اعتقالهم منذ 16 حزيران (يونيو) الماضي، تاريخ بدء حركة الاحتجاج الشعبية على «خطة التقشف» وفي هذا الإطار، حاول امس مئات من طلاب جامعة الخرطوم الخروج في تظاهرة مناهضة للحكومة، وهم يهتفون «حرية، سلام، عدالة»، و»الشعب يريد إسقاط النظام»، و»الشعب يريد الحرية والخبز»، لكن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات لمنعهم من الوصول إلى الطريق الرئيسي، ما أدى إلى اختناق عدد من الطلاب وإصابة آخرين، واعتقلت الشرطة طلاباً واقتادتهم إلى جهة غير معلومة. وقلل الرئيس عمر البشير من فاعلية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وقال أن جهات حاولت استغلال الضائقة الاقتصادية الحالية لتأليب الشعب ضد النظام. وأضاف: «نحن واثقون من شعبنا لأننا جزء منه... نحن ما جينا عشان نحكم، نحن جينا نخدم الشعب». وأعلن البشير، خلال خطاب جماهيري في احتفال ديني بليلة النصف من شعبان، ألقاه في منطقة ودالفادني شرق الخرطوم، عزمه تشكيل لجنة قومية لوضع دستور إسلامي جديد، مؤكداً أنه سيكون إسلامياً «بنسبة مئة في المئة» و»مثالاً للدول المجاورة». واعتبر أن «الذين يحاصروننا حاصرونا لأننا قلنا لا إله إلا الله وتمسكنا بالشريعة الإسلامية». وفي السياق ذاته رفض وزير الدولة لشؤون الرئاسة أمين حسن عمر وصف الاحتجاجات التي تجري في بلاده بأنها «ربيع عربي». وحمل عمر في شدة على أحزاب المعارضة ووصفها بأنها «طفيلية وانتهازية»، وتسعى إلى مصالحها الخاصة. واعتبر أن «الشعب انفضّ من حولها ولم يجارها في التظاهرات التي خرجت من مقارها والتي لم تتجاوز أعداد المشاركين فيها 400 شخص».