في وقت تخضع العاصمة البريطانية لندن لإجراءات أمنية غير مسبوقة يوفرها 40 ألف شرطي وعسكري يدعمهم جهاز الاستخبارات الداخلية (أم أي 5)، قبل ثلاثة اسابيع من بدء منافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في 27 الشهر الجاري، اعتقلت الشرطة ستة اشخاص بينهم امرأة، للإشتباه في «ارتكابهم وإعدادهم وتحريضهم على تنفيذ اعمال ارهابية». وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة «ذي غارديان» ان الشرطة تعتقد باعتناق الموقوفين فكر «القاعدة». لكن مصادر الشرطة اكدت ان لا علاقة بين الألعاب والعملية التي «خططت الاستخبارات مسبقاً لتنفيذها» على رغم ان ثلاثة من بينهم اوقفوا في ستراتفورد قرب القرية الاولمبية، في ظل رفع السلطات مستوى التهديد الإرهابي الى درجة «كبير»، ما يعني ان الهجوم «مرجح جداً» بعد سبع سنوات من قتل 4 انتحاريين 52 شخصاً في سلسلة هجمات متزامنة في لندن. واكتفت الشرطة بتوضيح ان الموقوفين الستة تراوح اعمارهم بين 18 و30 سنة، وأن احدهم اعتقل في شارع غرب لندن بعد استهدافه بجهاز صاعق، والباقون في منازلهم شرق العاصمة وغربها، فيما افادت وسائل اعلام بأن «الاعتقالات شملت اسلاميين، وأحدهم مسيحي اعتنق الاسلام، الجنسية البريطانية خططوا لأعمال ارهابية في الداخل لم يكن خطرها وشيكاً». وأعقب ذلك بساعات، اقتحام الشرطة باصاً لدى عبوره الطريق السريع (إم 6) في مقاطعة ستافوردشاير، بعد تلقيها شكوى عن سكب راكب سائلاً في حقيبة، ما ادى الى انبعاث دخان داخل الباص، وأثار مخاوف من حادث ارهابي محتمل. وأخلت الشرطة ركاب الباص ال 48 راكباً، وأغلقت الطريق تمهيداً لتفتيش عناصر وحدة نزع القنابل الباص بحثاً عن عبوات مشبوهة، قبل ان تؤكد ان الحادث «ليس عملاً ارهابياً، ولم يهدد حياة الركاب أو مسافرين آخرين على الطريق السريع». الى ذلك، اعتقلت السلطات خبير كومبيوتر فيتنامي في ال 29 من العمر يدعى مينه كوانغ فام في مطار هيثرو، تنفيذاً لمذكرة اعتقال اميركية اتهمته بأنه «خبير الدعاية في تنظيم القاعدة»، وأنه سافر الى اليمن للمساعدة في توفير خبرات لتصميم رسوم بيانية ضمن حملة اطلقها التنظيم على الإنترنت لتجنيد شبان غربيين. ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» عن المذكرة الأميركية أن «فام استخدم لقب أمين، وأقسم يمين الولاء لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بعدما غادر بريطانيا للالتحاق بالتنظيم في كانون الأول (ديسمبر) 2010. وتردد أنه تلقى تدريباً عسكرياً، وساعد التنظيم في حملته الدعائية قبل أن يعود إلى بريطانيا بعد 8 شهور». وأشارت الصحيفة الى أن فام مكث منذ عام 2005 في حي نيو كروس جنوبلندن، مذكرة بأن اعتقاله جاء بعد تحذير المدير العام لجهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) جوناثان إيفانز من ان اليمن بات مقصداً لعدد صغير من البريطانيين الراغبين في التحول إلى «جهاديين». على صعيد آخر، رفضت باكستان اتهامات الهند لها بتورط عناصر من حكومتها بتخطيط اعتداءات مومباي عام 2008، حين قتل 166 شخصاً. وقال وكيل وزارة خارجية باكستان جليل عباس جيلاني بعد لقائه نظيره الهندي رانجان ماتاي في نيودلهي: «نعارض بشدة أي تلميح بتورط هيئة حكومية باكستانية بأعمال ارهابية في الهند»، فيما شدد ماتاي على ان مثول المذنبين امام القضاء «سيكون افضل اجراء لإعادة الثقة». وكانت الهند اعلنت بعد اعتقالها الشهر الماضي سيد زبيد الدين الانصاري، وهو هندي من جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية يُشتبه في انه كان وسيطاً اساسياً مع منفذي هجمات مومباي، انه اعترف بتنسيق الاعتداءات من مركز قيادة في كراتشي، ما حدا بنيودلهي الى استنتاج ان «جهة رسمية متورطة في العملية».