جدد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ارتياحه «للاستقرار السائد في لبنان سياسياً واقتصادياً وامنياً»، مبدياً استعداد بلاده «لمواصلة التعاون في المشاريع المشتركة وتفعيل هذا التعاون في مجالات اقتصادية وثقافية وتعليمية». وانهى فسترفيلي امس زيارة للبنان التقى في يومها الثاني الرئيس ميشال سليمان ونظيره اللبناني علي الشامي، وغادر الى القاهرة المحطة الثانية في جولة تشمل سورية والاردن ومصر وتهدف كما قال في بيروت، «الى السعي لاطلاق التسوية السلمية عبر المفاوضات في الشرق الاوسط». ولفت الى «اهمية ان تتولى قوى الاعتدال في المنطقة العمل على هذا المسار». وأفاد البيان الصادر عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري ان سليمان عرض مع الوزير فسترفيلي «العلاقات الثنائية بين لبنان والمانيا في مجالات عدة. وتركز اللقاء على الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والمساعي الدولية بعامة والاوروبية خصوصاً لاعادة اطلاق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، وكذلك المفاوضات السورية - الاسرائيلية، وانعكاس ذلك ايجاباً على الاوضاع وعلى السلم الاقليمي والدولي». وشكر سليمان لالمانيا «مساهمتها في القوة البحرية التابعة ل «يونيفيل» وكذلك في انشاء الغرفة الخاصة للمساعدة في مراقبة الحدود البرية وضبطها»، لافتاً «الى التعاون القائم بين لبنان وسورية في هذا المجال». واجرى فسترفيلي محادثات مع الشامي وعقدا خلوة ثم جلسة محادثات موسعة انضم اليها الوفد الالماني المرافق، وحضرها عن الجانب اللبناني مدير الشؤون الاقتصادية السفير مصطفى حمدان وأعضاء مكتب الوزير. ولم يشأ فسترفيلي التصريح، في حين قال الشامي ان المحادثات ركزت على «سبل تطوير العلاقات الثنائية اقتصادياً وتجارياً وثقافياً. وكان هناك ترحيب قوي من قبل الوزير فسترفيلي لتطوير هذه العلاقات. ثم تناولنا موضوع دعم لبنان سياسياً لتنفيذ القرار 1701 والضغط على اسرائيل أكثر فأكثر، وكان هناك شكر من قبل لبنان لمساهمة المانيا في قوات «يونيفيل» وسياستها الحكيمة في ما يتعلق بتعزيز هذه العلاقات». وعما اذا اثار المسؤول الالماني الملف الايراني، قال الشامي: «بالنسبة الى هذا الملف ننطلق مما صرح به رئيس الجمهورية عن الاتفاق الثلاثي الذي جرى توقيعه منذ أربعة أيام ما بين البرازيل وتركيا وايران. ونزكي الوسائل الديبلوماسية والسلمية لحل هذه الامور». وعن التهديدات الاسرائيلية للبنان، قال الشامي: «استعرضنا مجمل التهديدات والخروق الاسرائيلية التي تجاوزت 6500 خرق للسيادة اللبنانية وللقرار 1701. كما ذكرنا ان هناك 12 شبكة تجسس كشفتها السلطات العسكرية والامنية اللبنانية داخل مناطق عمل «يونيفيل» وخارجها. وطلبنا دعمه لتنفيذ القرار 1701 وكف اسرائيل عن مناورتها ومراوغاتها وتهديداتها، لأن هذه التهديدات لا تنفع شيئاً بل تؤثر سلباً على الاقتصاد اللبناني». ونفى ان يكون البحث تطرق الى مسألة صواريخ «سكود». وكان فسترفيلي اكد بعد محادثات اجراها ليل اول من امس مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في حضور السفيرة الألمانية لدى لبنان برجيتا إيبرلي، «ان ألمانيا دولة صديقة للبنان، ولدينا اهتمام كبير للتطور الحاصل في لبنان والمتميز بالاستقرار. وكما تعلمون، فإن التطور نحو الاستقرار والسلام في لبنان يعني أيضاً الاستقرار والسلام في المنطقة وفي العالم». وأشار في مؤتمر صحافي مشترك، الى ان لبنان يستطيع «أن يعتمد على المساعدة الألمانية في المستقبل. نحن نساعد لبنان في تأمين حدوده البحرية والبرية وفي إعادة الإعمار وفي تحسن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين»، وأوضح ان البحث تركز «على المباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتوافقنا على ضرورة دعم هذا التقارب أكثر من أجل دعم عملية السلام في المنطقة. وبحثنا في عمل قوات يونيفيل في لبنان، وأؤكد أن جميع القرارات الألمانية من أجل متابعة هذا الدعم ستتخذ بروح المسؤولية ومراعاة للاستقرار في بلادكم. مرة جديدة». وعما اذا كانت متابعة دعم قوات «يونيفيل» سيستمر بعد 30 حزيران، قال: «سنجري هذه المباحثات في المستقبل القريب بروح المسؤولية، ونود أن نتابع هذه القضية بأهداف محددة، وهذه الأهداف تتمثل بتمكين القوات الأمنية اللبنانية من أن تؤمن حدودها في المستقبل بنفسها، وأكدت للرئيس الحريري أن الدستور الألماني يتطلب دعم البرلمان الألماني في هذا الشأن». وشدد الحريري على «ان السلام في الشرق الأوسط أمر مهم للغاية، والدور الألماني في ذلك مهم جداً أيضاً وهي تلعب دوراً أساسياً في المنطقة». وقال انه ابلغ المسؤول الالماني ان «أفضل إستراتيجية هي السلام في المنطقة، ولا تدعوا احداً يخدعكم وعلينا الا نخدع أنفسنا، والتقدم نحو سلام عادل بحسب مؤتمر مدريد 1991، ومبادرة السلام العربية. انها مسألة إرادة ولا يوجد احد في المنطقة لا يريد السلام، وانا اقدر كل ما تفعله المانيا، ولكنني اقدر ان يقوم المجتمع الدولي بخطوة إلى الأمام لإيجاد حل نهائي لتسوية سلمية للفلسطينيين وعودة الأراضي العربية الى سورية ولبنان ولفلسطين وان يعيش الإسرائيليون أيضاً بسلام في محيطهم».