علمت «الحياة» أن عدداً من السعوديين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في العراق وسورية قاموا ببيع ممتلكاتهم، والذهاب بما جمعوه من أموال لتقديمها لهذه التنظيمات، فيما أكد سفير المملكة العربية السعودية في تركيا عادل مرداد، عدم رصد السفارة أو الحكومة التركية مبالغ مالية كبيرة عند السعوديين القادمين إلى تركيا والتي قد تكون بهدف دعم الجماعات المقاتلة في سورية، أو تبرعات تم جمعها بطرق غير مشروعة، مشيراً إلى التعاون الكبير بين تركيا والسعودية في هذا الجانب. وذكر عدد من أسر سعوديين انضموا أخيراً إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في المناطق المضطربة، ل «الحياة» أن أبناءهم كانوا يحملون معهم مبالغ كبيرة وذلك بعد بيعهم ممتلكاتهم الشخصية «سيارات أو ممتلكات عقارية»، أو مبالغ نهاية خدمة من أعمالهم قبل التحاقهم بساحات القتال عن طريق تركيا. وقال مرداد في تصريح إلى «الحياة» إن القانون التركي لا يقيد الأجانب القادمين للأراضي التركية بمبلغ مالي معين، وبالتالي فإن القادم إلى تركيا له الحرية في استثمار أمواله بالطريقة المناسبة مع الالتزام بالأنظمة والقوانين التركية وعدم الإخلال بها، وأضاف «وفي حال تورط أي شخص بنشاط مشبوه مهما كانت جنسيته فإنه يتم التحقيق معه وفق القانون التركي والتأكد من مصادر أمواله»، وقال: «التعاون والتنسيق قائم وعلى مستوى عال بين الأجهزة ذات العلاقة في المملكة والجمهورية التركية». وأوضح مرداد «أن الجهات المختصة في المملكة ترصد أية نشاطات لتبرعات غير نظامية، وهنا يجدر التنويه إلى أن جميع المواطنين مطالبون باتباع ما أقرته الحكومة السعودية، في جمع وإيصال التبرعات للأشقاء في سورية عن طريق الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سورية، وأن من يخالف ذلك سيكون عرضة للجزاء»، مؤكداً أنه لم يرد للسفارة من حكومة تركيا ما يفيد بأن هناك مواطنين سعوديين محتجزون في مثل هذه القضايا. وكانت أسر لمقاتلين سعوديين قضوا أخيراً بعد تورطهم في القتال في مناطق الصراع، أكدوا ل «الحياة» أن أبناءهم عمدوا إلى بيع ممتلكاتهم الشخصية من عقارات أو سيارات واصطحبوا هذه الأموال معهم كدعم للتنظيم وتبرع خيري. كما أكد مرداد، أن السفارة السعودية في تركيا استقبلت ومازالت تستقبل المغرر بهم العائدين من مناطق التوتر والصراعات، الذين اكتشفوا زيف ووهم تلك التنظيمات الإرهابية، وأن السفارة سهلت الإجراءات كافة المتعلقة بعودتهم إلى أرض الوطن، انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاضية بالمحافظة على مصالح وأمن وسلامة أبناء الوطن، والحرص على توفير كل أشكال الرعاية لهم وعودتهم بأمان لأرض الوطن. وشدد مرداد على أنه لا يزال باب السفارة مفتوحاً لمن يرغب منهم العودة إلى أرض الوطن، داعياً جميع المواطنين بعدم التردد في الاتصال بالسفارة لتقديم المساعدة اللازمة لهم، وأضاف «بعد القرار التاريخي والحكيم لحكومة المملكة بإدراج عدد من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة على قوائم الإرهاب، انكشفت حقيقة تلك التنظيمات وأهدافها الإرهابية والتي نأمل أن يستوعبها كل من يفكر في التعاطف معها أو الانضمام إليها سواء بالقول أم الفعل». وعن كيفية تسليم الشباب السعوديين العائدين أنفسهم أوضح مرداد «أنهم يتواصلون مع السفارة مبدين الرغبة في العودة ويطلبون مساعدتها في ذلك، والسفارة تعطي كل مواطن عائد أهمية خاصة منذ تواصله معها حتى مغادرته إلى أرض الوطن سواء أكان فرداً أم ضمن مجموعة، وأضاف أن السفارة جندت طاقاتها كافة للعمل على تمكين من التجأ إليها من العودة بالسلامة إلى أرض الوطن، فالإمكانات التي توفرها المملكة للسفارات كبيرة، من أجل ضمان وسلامة أبنائنا في كل مكان.