انتخب مجلس شورى حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» الأردنية بالتزكية، أمس، محمد الزيود، المحسوب على تيار «الصقور»، أميناً عاما للحزب، فيما نفى رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور تسريبات صحافية تحدثت عن إمكان حل الجماعة. وما أن أعلن فوز الزيود حتى شهدت جلسة الشورى غضباً وتوتراً عبرت عنه قيادات بارزة لدى تيار «الحمائم» الذي انسحب من الجلسة المخصصة لانتخاب الأمين العام للحزب المعارض الأكبر في البلاد. ورصد الصحافيون انسحاب الوزير السابق عبداللطيف عربيات، والمراقب السابق ل «الإخوان» سالم الفلاحات ، ونائب المراقب السابق عبدالحميد القضاة. وقال «الحمائمي» حسان الذنيبات بعدما غادر الجلسة غاضباً: «انسحبنا ولن نشارك ... الحزب أصبح اليوم مختطفاً»، فيما قال قيادي آخر: «لقد التفوا على اتفاق سابق ينص على انتخاب الفلاحات أميناً عاماً»، مضيفاً: «جرى الاتفاق منذ أسابيع على انتخاب الفلاحات بالتزكية، ولا نعرف ما الذي جرى اليوم». لكن قيادياً في المكتب التنفيذي لجماعة «الإخوان» الذي يسيطر عليه «الصقور» نفى حدوث أي اتفاقات مع «الحمائم». وقال مشترطاً عدم ذكر اسمه إن «تيار الصقور بذل طيلة الأسابيع الماضية جهوداً مضنية لترشيح سالم الفلاحات، وكنا نأمل في إيجاد توافق حقيقي مع الحمائم، لكن الفلاحات تمنع مراراً ووضع شروطاً عديدة». وأضاف: «بعد أن فقدنا الأمل بقبوله الترشيح، قررنا بالغالبية اعتماد الزيود مرشحاً بالتزكية». وتابع: «تفاجأنا عشية يوم الانتخابات باتصال من الفلاحات يخبرنا بقبوله المنصب، لكن الأمر كان منتهياً». وكانت انتخابات الفروع التي يتشكل منها مجلس الشورى، وجرت قبل شهرين، أظهرت تقدماً كبيراً لتيار «الصقور»، إذ حصل على أكثر من 40 مقعداً من أصل 70 تم انتخابها. وتعيش جماعة «الإخوان» وحزبها منذ أشهر على وقع خلافات حادة بين قيادات «الصقور» و»الحمائم»، خصوصاً بعد إقدام محكمة داخلية على فصل ثلاثة من قيادات «الحمائم» لإطلاقهم مبادرة سميت «زمزم»، وهاجمت قيادة الجماعة وأداءها السياسي، وتبنت الانفتاح على الحكم والمشاركة في الانتخابات المختلفة. وفي كلمة هي الاولى عقب صدور النتيجة، دعا الزيود إلى حوار مجتمعي تشارك فيه القوى المختلفة «للتوافق على برنامج يخرج المملكة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها»، وقال: «المطلوب بناء أردن حر مستقل معافى من الفساد والاستبداد». من جهته، بدّد رئيس الوزراء الأردني خلال مؤتمر صحافي تسريبات صحافية تحدثت خلال اليومين الماضيين عن إمكان توجه الحكومة لحل «الإخوان» بعد انتقادات حادة وجهّتها قيادات «إخوانية» للحكم خلال مهرجان حاشد شارك فيه عشرات الآلاف الأسبوع الماضي وتضمنت اتهامه بالتقصير إزاء العدوان على قطاع غزة. وقال إن «الحكومة لا تفكر بحل الإخوان، وإذا كنا نفكر بذلك فهذا يوم حزين في تاريخ الأردن». وأضاف: «نفتح لهم باب العمل بحرية ضمن الأطر القانونية، لكن عليهم عدم السعي الى التفرد بالقرار... هناك تصريحات غير مقبولة صدرت عنهم خلال الأيام الماضية». ويرى مراقبون أن تصريحات النسور تعكس نظرة قيادات سياسية لدى مطبخ القرار ترفض تبني مواقف متشددة ضد الجماعة، في مقابل قيادات أمنية محافظة لا تتردد بإظهار عداء شديد تجاه الجماعة ورغبة بحلها، كما تراهن على تعرضها الى انشقاقات خطيرة. وكانت قيادة الجماعة قللت في وقت سابق من إمكان حدوث انشقاق داخلي، وقالت في بيانات عدة إنها «تراهن على وحدة الإخوان وتماسكهم».