نقلت وسائل إعلام ألمانية أن الاستخبارات الألمانية تنصتت على محادثة هاتفية واحدة على الأقل لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، وخلفها جون كيري، وعلى تركيا حليفة ألمانيا في الحلف الأطلسي. واستندت صحيفة «سودويتش زايتونغ» وقناتا الإذاعة والتلفزيون العامتان المحليتان «إن دي آر» و «دبليو دي آر»، إلى وثائق قدّمها جاسوس في الاستخبارات الألمانية (بي إن دي) إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إي). وتخصصت الصحيفة و «إن دي آر» خلال الأشهر الماضية في نشر معلومات حول التجسس الجاري بين الدول الكبرى. لكنها لا تحدد إلى أي فترة تعود المحادثة التي يفترض أنه تمّ التنصّت عليها، مشيرة إلى أن خلف كلينتون، جون كيري، تطرّق إلى المسألة مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير. ونقلت وسائل الإعلام الثلاث عن مصدر رفض الكشف عن اسمه في الحكومة الألمانية، أن حديث كلينتون اعتُرض خطأ فيما كانت في طائرة حكومية أميركية. كما تورد مجلة «دير شبيغل» في عددها الصادر اليوم أن الاستخبارات الألمانية تجسست مرة واحدة على الأقل على محادثات وزير الخارجية الأميركية، كما تجسست على تركيا لمدة سنوات. ونقلت المجلة الأسبوعية أن جهاز الاستخبارات السرية رصد محادثة لكيري «عن طريق الخطأ» في العام الماضي حين كان يناقش التوترات في الشرق الأوسط من خلال اتصال عبر الأقمار الاصطناعية. لكن التجسس على سياسيين أميركيين ليس «حالة منفردة» بحسب وسائل الإعلام الألمانية، التي أكدت أن جهاز الاستخبارات الألماني فوّض من الحكومة «التجسس على أحد الشركاء في الحلف الأطلسي»، من دون الكشف عن الجهة المقصودة. وفي العام الماضي، أدى الكشف عن تجسس الاستخبارات الأميركية على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى صدمة كبرى في ألمانيا، ولا يزال حتى الآن يلقي بظله على علاقات البلدين التي كانت قوية تقليدياً. وتوترت العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة في شكل كبير بعد أن كشف عميل الاستخبارات الأميركي السابق إدوارد سنودن العام الماضي، أن واشنطن أجرت عمليات تجسس واسعة في ألمانيا من بينها التجسس على مكالمات مركل الهاتفية. وتكشفت المسألة مجدداً الشهر الماضي عندما كُشف عن عميلين ألمانيين مزدوجين يعملان لحساب الاستخبارات الأميركية. كما أوردت «دير شبيغل» أن الاستخبارات الألمانية تتجسس على تركيا منذ عام 2009، وأن برلين تراجع برنامجها التجسسي كل أربع سنوات، إلا أنها لم تعدّل أولوياتها بعد فضيحة التجسس الأميركي.