أكد الراهب السوري من أصل إيطالي باولو ديلو إنه لم يتفاجأ بالعنف الذي اجتاح الأراضي السورية، داعياً السوريين إلى الحفاظ على روح التسامح والتصالح والتعايش الذي تميز به السوريون عبر التاريخ. (راجع ص7) ولفت الراهب الذي نفته السلطات السورية إلى لبنان بعد أن قضى وقتاً طويلاً في خدمة دير مار موسى في جبال القلمون، إلى أن جميع السوريين انخرطوا في الثورة وإن بنسب متفاوتة، مدللاً على ذلك بأن سجون آل الأسد لم تستثنِ طائفة من طوائف سورية. وعن الضمانات التي من الممكن أن تقدمها الثورة لطوائف سورية، قال ديلو: «دعني أقولها بصراحة للمسلمين: نحن المسيحيون لا نخاف منكم، نحن المسيحيين حتى وإن لم يعجب هذا الكلام البعض، أمانة في أعناقكم، وإذا لم يحترم المسلم الأمانة التي سلّمه إياها الرسول محمد، وقام بظلمنا وطردنا، فأنتم أيها المسلمون سيذبح بعضكم بعضاً في حروب أهلية ستمتد إلى يوم الدين». ودعا الراهب السوري أبناء شعبه إلى التسامح والتصالح وعدم امتهان الإنسان، وقال: «حضر إليّ شباب مسلمون يريدون أن يتطوعوا في الجيش الحر، وطلبوا مني أن أوصيهم، فقلت لهم: يا شباب حافظوا على كرامة عدوكم»، وزاد: «قلت الشيء ذاته لضابط استخبارات (سوري) فتح لي ذات يوم قلبه».